يحضر اسم (لميس) في كتب التاريخ والتراث كإحدى اوائل النساء المتوجات في عصور دولة تبابعة سبأ وتبابعة حمير.. كما نجد الاسم نفسه (لميس) في نقش مسند تم العثور عليه في محرم بلقيس (معبد اوام) بمأرب عاصمة دولة سبأ، ويعود الى القرن الحادي عشر والقرن العاشر قبل الميلاد، حيث يذكر النقش المسند مصنعة لميس وقصر أحرم أي قلعة أو (حصن لميس)، والبعض يرى في ذلك شاهد لا تخطئ دلالته على الاميرة الملكة لميس ام إفريقيس بن ذي منار بن الرائش الذي باسمه سميت إفريقية كما تقول بعض المرويات.
ورد اسم لميس في الكثير من الأدبيات والاخباريات العربية القديمة، قال المؤرخ العلامة نشوان الحميري في شمس العلوم، لميس : من اسماء النساء .. قال اسعد تبع :
ولدتني من الملوك ملوك كل قيل متوج صنديد
ونساء متوجات كبلقيس وشمس، ومن لميس جدودي.
وبحسب الباحث زيد محمد حسين الفرح، كانت (لميس) حفيدة الملك (ذي مرع السبائي) الذي بتنازله عن الملوكية في مناطق همدان وكهلان – مخاليف سبأ – تمت وحدة البلاد وقامت دولة تبابعة سبأ الكبرى بزعامة امنيس الرائش باران ذي رياش.. فانتقل الرائش من مدينه ظفار – مركز مخاليف حمير ذي ريدان – الى مدينتى ازال ومارب – مركز مخاليف سباء – ومعه ابنه الامير أمنفيس ذي المنار. وانتشرت عبادة (إيس – اله الشمس) وتم تأسيس معبد باران – او معبد بران – كمعبد لعبادة إيس – اله الشمس – الذي صار العقيدة الرئيسية.
التسمية
يعيد البعض تفسير اسم الملكة لميس التي تعني (مؤنسة إيس) أو (ذات الشع الكثيف الممنوح إيس إله الشمس) او (زهرة إيس) إذا كان ( لم) من اسماء ورود ونبات البيع في الزمن القديم.
وقد سميت باسم لميس العديد من الاميرات والنساء منهن (الاميرة لميس بنت ابي كرب اسعد ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمانت) التي فيها قال علقمه بن جدن الحميري ولميس كانت في ذؤابة ناعط يجيء اليها الخرج صاحب بربر وكان اسم لميس شائعا في اليمن حتى الجاهلية قبيل الاسلام حيث قال عمرو بن معد كرب الزبيدي:
وبدت لميس كأنها بدر السماء اذا تبدى
ولكن لميس بنت نوف بن ذي مرع كانت اول من سمي باسم لميس.. وقد اقترن ذلك بتوحيد اليمن بزعامة الرائش باران ذي رياش وصيرورة عبادة (إيس) وهو إله الشمس العقيدة الرئيسية.
خلال فترة مسير ذي المنار من اليمن الى الشام لقيادة عمليات تكوين مستوطنات تجاريه في عهد وبتوجيه ابيه الملك الرائش ذي رياش خلال أكثر من عشر سنوات.. ثم عاد ذو المنار وتم زواجه الفعلي بالملكة لميس فانجبت له ابنه افريقيس بن ذي المنار، وتولت الحكم بالفعل كما تولت إدارة شئون الدولة مع افريقيس في عهد ذي المنار عند مسيره لتكوين مستوطنات تجاريه في بلدان الغرب والمغرب
وبقيت ملكة وتحكم الى جانب زوجها حتى مات و انتقل الحكم الى ابنها افريقش وادارة امور الدولة اثناء غيابه بحملاته العسكرية في شرق وغرب الارض.