نوفمبر 14, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 14, 2017

سوق العسوب في صنعاء القديمة

سوق العسوب في صنعاء القديمة
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

 العسوب، جمع عسيب وهو غمد الجنبيه، وسوق العسوب، هو أحد الأسواق الشعبية من أسواق صنعاء القديمة، أو ما يعرف بـسوق الجنابي، ويقدم العسوب أهم عنصر في الهندام اليمني وتحفة الصناعات الحرفية وهو الجنبية.

ويظل سوق الجنابي مكتظاً بالناس طوال العام، وخصوصاً في الأعياد والمناسبات الدينية، ويعلل عبدالله ازدهار هذا السوق إلى السير على خطى الأجداد في صنع وتركيب الجنبية المشهورة باسم “الخنجر اليماني”.

أسعار وأنواع الجنابي

في سوق العسوب والجنابي (حزام الجنبية) تتفاوت الأسعار وتنقسم إلى مستويات عدة فهناك جنابي عادية ورخيصة، وهناك مستوى وسطي، وهناك مستوى رفيع وغالٍ خاص بالأثرياء والمقتدرين.. وفي كل الأحوال فإن السوق يلبي كافة طلبات المواطنين.

والقيمة المادية والفنية للجنبية تكمن في نوع المادة المصنوع منها الجنبية والعسيب ، مثلا الجنابي الأصلية والنادرة وهي التي تصنع مقابض خناجرها من سن الفيل او من قرن وحيد القرن.. وتطرز بحروف الذهب والفضة.. ويقتنيها الأثرياء. كما إن هناك جنابي تصنع مقابضها من قرون البقر والماعز وأحيانا من الخشب أو البلاستيك وهذه يقتنيها البسطاء والفقراء.

النصلة

وعن النصلة (حديدة الخنجر) فإنها تصنع خارج صنعاء في منطقة رداع وغيرها من المناطق اليمنية، والبعض يصنعها في سوق “الجنابي” وكانت من قبل تصنع في سوق المحدادة، والنصلة المتميزة هي المصنوعة من الحديد الصلب كجنازير المدرعات، وهناك نصلات عادية ليس لها أي قيمة يشتريها ذوو الدخل المحدود.

العسيب

أما العسيب (الغمد والحزام) فإن للغمد عدة أنواع، ربما لكل نوع دلالات انتمائية مناطقية أو عشائرية، وهي من صميم التراث اليمني مثل “العسيب الصنعاني” (الأخضر) و”المأربي” (الأبيض) و”المسيفل “(أبيض متوج بثلاث ضفائر جلدية حمراء) والتوزة (ذات صدر فضي).

الحزام

وبالنسبة للأحزمة منها ما هو تراثي ويطلق عليها (التزجة) مصنوعة من السيم الفضي وتتدلى منها الجيشيات والحروز والمحافظ (الكتاب) وكلها مشغولات فضية.. ومعظم مواد تصنيع العسوب محلية وبعضها مستورد، لان الحرفيين في هذا السوق يتفنون في إبداع تشكيلات نقوشات الأحزمة التي كانت سابقا تصنع من الجلود وتطرز بالسيم الفضي أو الأحمر أو الأصفر أو الذهبي، والحزام المذهب لا يستطيع شراؤه إلا أصحاب الثروات.. وقد طغت على سوق العسوب حاليا الأحزمة المستوردة الرخيصة.​

الغزو الصيني

الحضور الصيني في اليمن كان سيكون طبيعياً لو أنه توقف عند مجرد الصناعات_الصينية المعروفة التي تكتظ بها السوق اليمنية ، مثلما تنتشر في باقي الأسواق العربية والعالمية. لكنه شكل حدثاً بارزاً منذ بضع سنوات عندما حطم الصينيون سور الموروث التاريخي اليمني العظيم والذي لم يقترب أحد منه من قبل، وبدأوا بتصدير جنابي “مقلدة” إلى الأسواق اليمنية.

ويعتقد البعض أن انتشار الجنابي المصنوعة في الصين خلال السنوات الأخيرة يرجع إلى الظروف الاقتصادية والمعيشية، حيث إن الكثيرين فضلوا التنازل عن التباهي بالجنابي الفاخرة والغالية الثمن مقابل عدم التخلي عن هذا اللباس كجزء يميز الشخصية اليمنية.