
حادثة الإفك هي حادثة من صنع المنافقون في حياة النبي محمد حيث طعن بعرضه وبزوجته عائشة ابنة ابي بكر لإحداث الاضطراب والخلل في المجتمع الإسلامي، من خلال إشاعة أتهمت بها السيدة عائشة بنت أبي بكر والصحابي صفوان بن المعطل بارتكاب الفاحشة، ولكن نزلت آيات من القرآن الكريم تُخبَرُ ببراءتهما، وتم تطبيق حد القذف بمن أشاعوا ذلك الإفتاء وهم:
- عَبْدُ الله بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ.
- حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ.
- وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ.
- وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ.
قصة الافك
اتهمت عائشة رضي الله عنها بالزنا، بعد العودة من غزوة بني المصطلق، حيث خرجت عائشة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعد انتهاء الغزوة وعودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى المدينة، تأخرت السيدة عائشة رضى الله عنها عن الموكب بفترة قصيرة تبحث عن عقد قد فقدته، وعندها رجع الموكب، تخلفت السيدة عائشة رضى الله عنها ولم يشعر أحد من الموكب بتأخرها، وبقيت وحيدة في طريق العودة، فوجدها الصحابي صفوان بن المعطل وأعادها إلى بيتها.
واستغل المنافقون هذا الموقف وكذبوا ونشروا الشائعات عنها، واتهموها بالزنا مع صفوان بن المعطل رضي الله عنه ،فهجرها الرسول واستمر بسؤال أقربائه وأقربائها عما حدث، فأجابوا بأن عائشة من المستحيل أن تقدم على مثل هذا الفعل.
حديث الإفك
قالت عائشة رضي الله عنها: فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم ثم جلس، قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرًا لا يوحى إليه في شأني، قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس، ثم قال: «أما بعد، يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه»، فنظرت السيدة عائشة في عيون أبيها أبي بكر وأمها وقالت لهما: ألا تجيبان على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال لها أبوها: والله ما ندري ما نقول! فأخبرتهم السيدة عائشة: والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدًا، والله يعلم أني بريئة، ووالله ما أقول أكثر مما قال أبو يوسف: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: 18].
هنا بعث الله الوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليخبره بأن السيدة عائشة بريئة من هذه الحادثة الكاذبة، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شات من ثقل القول الذي ينزل عليه، فأنزل الله سبحانه وتعالى في هذا الموقف قرآنًا يتلى، ولم يزايل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مجلسه حتى نزلت عليه الآيات من سورة النور ببراءة السيدة المطهرة عائشة الصديقة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ *
أهم الدروس والعبر من حادثة
- التحذير الشديد من الإشاعة وترويجها بين الناس، خصوصا في ما يتعلق بالحياة الخاصة للأفراد.
- تجنب مواقف وأماكن الشبهات إلا للضرورة،.
- رأينا الحكمة التي تعامل بها النبي ص مع الحادثة، بالرغم من خطورتها، فلم يضرب عائشة ولا انتهرها ولا اتهمها.
- النبي لا يعلم من الغيب إلا ما أعلمه الله به، ولهذا لم يستطع الحسم في القضية حتى نزل الوحي
- الإسلام يدعو للصفح والعفو وثقافة التسامح، وقد تجلى ذلك في موقفين من هذه الحادثة؛ الموقف الأول عندما خاطب النبي صلى الله عليه وسلم زوجه عائشة بقوله: “أما بعد، يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا،.
- الابتلاء سنة الله في خلقه.
- مراعاة النبي للنزعة القبلية والانتماء العرقي (وإن كان من الجاهلية) الذي كان ما زال متمكنا من نفوس أصحابه حيث كان سيقتتل الأوس والخزرج.
المراجع :
1-حادثة الإفك دروس وعبر.اسلام ويب .روجع بتاريخ 6ابريل 2020م. 2- دروس وعبر من حادثة الإفك. هسبرس .روجع بتاريخ 6ابريل 2020م. 3- السيدة عائشة رضي الله عنها وحادثة الإفك .طريق الإسلام .روجع بتاريخ 6ابريل 2020م.