
هي إحدى أهم المحافظات اليمنية الواقعة ضمن النطاق الجغرافي المعروف تاريخياً بمشرق اليمن، وتقع ضمن إقليم سبأ حيث عن صنعاء بمسافة 170كم، يبلغ عدد سكان محافظة الجوف حسب التعداد السكاني نحو 169.440 نسمة وتتوزع تضاريس المحافظة بين مرتفعات جبلية وهضاب وسهول واسعة تضم أراض خصبة ووديان كبيرة ومناطق صحراوية وشبة صحراوية ، وتتكون محافظة الجوف من12مديرية هي ” الحزم، الغيل، المتون، الزاهر، خراب، المراشي، برط العنان، الخلق، المصلوب، المطمة، الحميدات، رجوزة، خب والشعف ” .
على ضفاف وادي الجوف قامت حضارة الدولة المعينية ووصل أهلها إلى مستويات عالية من العلوم والمعارف فقد برعوا في فنون العمارة وشيدوا المدن الجميلة والمعابر المزخرفة بإتقان وذوق رفيع على صخور أعمدتها الجرانيتية .
كما برع المعينيون في الزراعة والصناعة واشتهروا بالتجارة وشيدوا المحطات التجارية أثناء ازدهار نشاط طريق اللبان التجاري وامتد نفوذهم إلى بعض المناطق في شمال الجزيرة العربية، وكانت مواقع حضارة معين مقصداً للمستشرقين خلال القرنين 19-20 الميلاديين وفي أوج ازدهار الحضارة المعينية ازدادت شهرتها حتى وصلت مراكز حضارات العالم القديم. وكشفت نتائج علمية جديدة تشير إلى إن الدولة المعينية عاصرت مرحلة ازدهار الدولة السبئية وكانت تارة تدور في فلكها وتارة أخرى مستقلة ورغم ذلك لا يزال جوف المعينين يخفي تحت الخرائب والأنقاض الأثرية أسراراً كثيرة لحضارة عظيمة .
الآثار والمُدن التاريخية
كثيرة هي الآثار والمواقع والمدن التاريخية التي تحتضنها محافظة الجوف بين ثنايا التاريخ وكثبان الرمال ويقال إن عددها يصل إلى أكثر من 43 موقعاً أثرياً صنعتها أنامل أبناء الدولة المعينية التي ازدهرت خلال العصر الأول من تاريخ اليمن القديم وكانت إحدى الكيانات السياسية المجاورة للدولة السبئية الأم في بلاد العرب الجنوبية تدور في فلكها أو تنفصل عنها ثم تتحالف مع قتبان وحضرموت ضدها . ولقد كان لحضارة دولة معين التي اشتهرت بالرخاء والازدهار دور عظيم في تشييد، وبناء السدود العملاقة وإقامة المدن والمستوطنات التاريخية .
معين الأثرية
ومن المدن التاريخية في محافظة الجوف، مدينة معين التاريخية وتحديداً جنوب شرق مدينة الحزم عاصمة المحافظة التي تبعد عنها بحوالي10 كيلومترات تقريباً ، وهي إحدى أهم واكبر المدن المعينية ولا تزال حتى وقتنا الحاضر تحتفظ ببعض المعالم الأثرية كالأبراج وأجزاء من السور الحجري الذي يبلغ ارتفاعه 15 متراً وله بوابتان أحداهما غربية والأخرى شرقية وتتخلله أبراج المراقبة وفتحات للرشق بالسهام كما يوجد بداخل المدينة المعبد الذي حمته الأسوار ، فيما لا تزال معظم كنوزها ومعالمها الأثرية مطمورة تحت الرمال ولم يتم التنقيب عنها واكتشافها بعد ، و قد ظلت مدينة معين الأثرية مأهولة بالسكان حتى القرن الثاني عشر الميلادي وخلت من السكان منذ تسعة قرون تقريباً .
مدينة براقش
ومن المدن في الجوف مدينة براقش التاريخية تقع إلى الجنوب من مديرية الخلق وعلى بعد خمسة كيلومترات تقريبا غرب الخط الإسفلتي الرئيسي الذي يربط محافظة الجوف بالعاصمة صنعاء ومحافظة مأرب تقع مدينة براقش الأثرية كقلعة مهيبة فوق تله مرتفعة محاطة بأسوارها الحصينة والمنيعة من كافة الاتجاهات والتي قام بتجديدها وإعادة بناء وترميم الأجزاء المهدمة منها السبئيون عام 450 ق.م.
ويكثر في براقش المعابد منصبة حتى الآن وتدلل على غلبة الطابع الديني لهذه المدينة التي تكتظ بالآثار والنقوش المحفورة على أحجار ومداميك بنيانها والسور الكبير الذي يحيط بها وله بوابات منجورة من الأحجار البيضاء .
مدينة يَثل
ومن المدن مدينة يثل التاريخية المنشأ الأول للدولة المعينية وعاصمتها الدينية وتسمى حاليا بخربة “كمناء” وتقع غرب مدينة الحزم على بعد عشرة كيلومترات تقريباً، كذلك مدينة السوداء
الواقعة بمدينة السوداء بمديرية المصلوب إلى الشرق من مدينة البيضاء الأثرية بمسافة 20 كيلومتراً تقريباً وهي مدينة أثرية قديمة ويقال إنها كانت عاصمة المعينين وكانت تدعى “قرناو” أما اسمها الجديد فهو السوداء نسبة إلى أحجارها السوداء وهي مليئة بالآثار والمعالم والقطع الأثرية والنقوش.
مدينة البيضاء
كذلك مدينة البيضاء الأثرية الواقعة إلى الغرب من مدينة السوداء بمديرية المصلوب مدينة تاريخية عظيمة وهي غنية بالنقوش والآثار وتتمتع بفن معماري فريد ومطرز بمختلف الأشكال الهندسية ، أما سورها فقد تهدم ولم يتبقَ منه سوى البوابة وقد أسميت بالبيضاء نسبة إلى أحجارها البيضاء الناصعة .وغيرها من المواقع الأثرية والمدن التاريخية.