
محافظة تعز، تقع إلى جنوب شمال اليمن، وتبعد عنها بحوالي “256” كيلو متراً، وتحتل محافظة تعز المرتبة الأولى من حيث عدد السكان في الجمهورية اليمنية.
يشكل سكانها ما نسبته “12.2%” من سكان الجمهورية، حيث بلغ عدد السكان”2393425″ وينمو السكان بمعدل”2.47%” سنوياً. تبلغ مساحتها 10,321كم مربع، وعدد مديرياتها 23 مديرية، وتعد مدينة تعز الأغزر أمطاراً في اليمن بعد محافظة إب، حيث يصل المعدل السنوي للأمطار في تعز حوالي 600 ملي متر.
تاريخ تعز
قيل عن تعز أنها هي القلعة التي تسمى بقلعة القاهرة، وترجع أول إشارة إلى تعز في المصادر التاريخية إلى النصف الأول من القرن السادس الهجري عندما بادر سلطان الدولة الصليحية عبد الله بن محمد الصليحي، ببناء قلعة القاهرة وابتدأ في تمدينها أيام أخيه علي بن محمد الصليحي.
وقد وردت الإشارة الثانية عن تعز في المصادر حين قام الأمير المنصور بن المفضل بن أبي البركات – الذي شغل منصب وزير الملكة أروى بنت أحمد ببيع معظم القلاع والمدن – ما عدا حصني تعز وصبر- إلى حاكم عدن الزريعي الداعي محمد ابن سبأ مقابل مائة ألف دينار.
وهناك إشارة أخرى لمدينة تعز في المصادر قد ظهرت في أواخر القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي مقترنا بوصول طوران شاه الأيوبي إلى اليمن سنة 569 هـ – 1173م والذي سيطر على تعز بعد سيطرته على زبيد، وهو في طريقه للسيطرة على عدن، حيث رتب فيها أميراً هو ياقوت التعزي لينوبه مثلما صنع في زبيد وعدن وجبلة، وقام سيف الإسلام طغتكين بإعادة بناء حصنها واتخذها قاعدة لبلاد المعافر. وقبل ذلك كان السلطان طغتكين بن أيوب قد اتخذ من الجند مقراً له كما اتخذ حصن التعكر وحصن تعز سكناً للحرائر وأنشأ مدينة شرق مدينة القاعدة أطلق عليها اسم “المنصورة “.
عاصمة تاريخية
بخروج الأيوبيين من اليمن أسس عمر بن رسول الدولة الرسولية، وبقيت تعز عاصمتة، ومن ثم ورث بنو طاهر مناطق نفوذ الدولة الرسولية وعاصمتها تعز، ومر على تعز حكم بائس هو حكم الأئمة، وقد تفجرت ثورات عديدة ضد حكمهم في أكثر من منطقة في تعز، ابرزها قاد أحمد بن يحيى الثلايا سنة 1955 انقلاباً على الإمام أحمد حميد الدين وحاصر قصره في تعز لعشرة أيام. ومنها أيضاً أندلعت ثورة 26 سبتمبر.
عصر الإسلام
وتعتبر مدينة تعز من المدن اليمنية التي نشأت في الفترة الإسلامية على سواحل تهامة وفي الهضبة الوسطى، ومنها زبيد والكدراء والمهجم وذي جبلة، والمقرانة، وكانت مركزاً حربياً قبل أن ينتقل إليها للسكن من مدينة زبيد طوران شاه عقب إخضاعه لليمن حوالي 570 هـ، وبعد انتهاء عصر الدولة الأيوبية أتت بعدھا الدولة الرسولية التي استمر فیھا توسع مدینة تعز، حیث كانت المدينة تتكون من أربعة أقسام، “المغربة” التي كانت تقع جنوب قلعة القاهرة، و”ذي عدینة” شمال القلعة، وثعبات التي كانت في عھد الدولة الأیوبیة عبارة عن بساتین وبعد دخول الدولة الرسولیة بدأ الرسولیین ببناء القصور فیھا حتى توسعت المدینة باتجاھھا، إضافة إلى المحاریب التي كان یسكنھا عامة الناس.
وقد أتسعت المدينة أتساعاً مذهلاً خلال انتقال السلطة بين بني أيوب إلى بني رسول سنة 626 هـ – 1229م، حیث كانت أحیائھا تعج بالمدارس والمساجد ودور الضیافة، إضافة إلى الأسواق والأنشطة السكانیة المتعددة، كما كثرت القصور والبساتین والحدائق الغناء التي توزعت على جنبات المدینة.
النشاط الاقتصادي
تتميز المحافظة بتنوع نشاطها الاقتصادي ؛ حيث يزرع فيها بعض المحاصيل الزراعية كالحبوب والخضروات، والفواكهة، إلى جانب الثروة الحيوانية وصيد الأسماك في ساحل مدينة المخا، فضلاً عن ممارسة النشاط الصناعي، حيث يوجد في المحافظة العديد من المنشآت الصناعية، منها مصنع أسمنت البرح وبعض الصناعات الغذائية. وتضم أراضي المحافظة بعض المعادن من أهمها النحاس، النيكل، الكوبلت ومجموعة من عناصر البلاتينيوم.
معالم تاريخية
تعتبر تعز هي العاصمة الثقافية لليمن، وتكمن أهميتها الثقافية في وجود عدد كبير من الآثار الهامة كالمدارس الدينية والمساجد والقلاع، منها جامع الجند التاريخي وقلعة القاهرة، والمدارس الأثرية كالمظفرية والمدرسة الأشرفية والمدرسة المعتبية، ويوجد بها المتحف الوطني الذي افتتح عام 1967.