سبتمبر 28, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 24, 2018

محمد عبد الولي

محمد عبد الولي
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

محمد عبد الولي، أديب، دبلوماسي في 12 نوفمبر 1940م بحي سدس كيلو (ويعني ستة كيلو) التابع لمدينة دبرهان الأثيوبية.. كان والده من أوائل المستنيرين والمتعلمين بل أنه يوصف بالفقيه ويعد من أوائل الذين تتلمذوا علي يد (النعمان الأب) نهاية عشرينيات القرن المنصرم، قبل أن يغادر مدينة عدن من على دكة الشيخ سعيد على متن زعيمه شراعية كما كانت تسمى الى ميناء عصب فالعاصمة الأثيوبية اديس ابابا.

في العام 1946 م أرسله والده إلى اليمن،  لتعلم القرآن الكريم والعلوم الأولية التي كانت قد بدأت معالمها المبكرة تظهر في ذبحان وحيفان، فالتحق بمدرسة الفقيه في بني يوسف، وخلال عام وبضعة أشهر كان قد اختتم قراءة القرآن فيها كما أتقن اللهجة التعزية وتعرف على طبيعة الحياة التي يعيش تحت وطأتها جميع اليمنيين.

وحين شرع المغتربون بينهم والده بتأسيس أول مدرسة للجالية اليمنية بأثيوبيا أرسل إليه فعاد من رحلته الأولى من اليمن إلى أثيوبيا.

العودة إلى أثيوبيا

افتتحت المدرسة اليمنية عام م1948 في حي ماركاتو القريب من سدس كيلو فكان من أوائل الطلاب الذين التحقوا فيها، وتم قبوله في مستوى متقدم نظراً لما يتمتع به من إتقان القراءة والأساسيات في الحساب فكان دوما الأبرز بين جميع أبناء الجالية العربية ويكرم سنوياً على احتلاله المركز الأول، ومصدر فخر للجالية اليمنية فقد كان سريع البديهة واسع الخيال نشيط في القراءة والكتابة وتدوين الاحداث في اوقاتها، ومع العام 1953 كان (محمد) قد سبق عمره وأكمل المرحلة الإعدادية ليبدأ رحلة جديدة وسباق أخر.

السفر إلى مصر

سافر محمد عبد الولي إلى مصر فالتحق بثانوية المعادي بالقاهرة وتخرج منها عام 1955م، وبمجرد ظهور نتيجة الثانوية يلتحق في صيف العام ذاته بجامعة الأزهر ، وهناك راح (محمد عبد الولي) يلتهم الكتب والروايات العربية والعالمية، ويثري مخيلته ويرفع درجة ذائقته الادبية التي مكنته من ارتياد معظم المحافل الأدبية وحضور العديد من الندوات وتكوين صداقات عديدة مع اغلب الادباء والفنانين المصريين آنذاك كما بدأ يكتب القصة عام 1956.

وكان ضمن أول كتلة طلابية يمنية في القاهرة أسست رابطة الطلاب اليمنيين بينهم (محمد أنعم غالب، وعبد الغني علي، وأبو بكر السقاف، ومحمد على الشهاري، وأبناء الإرياني ” مطهر وعبد الكريم فضل الأرياني، والشاعر أحمد الجابري، ومحمد عبد الملك المتوكل ……. وغيرهم كثير) وانتخب الفقيد (عمر الجاوي) كأول رئيس للرابطة.

وبينا كان محمد عبد الولي على عتبات التخرج من الجامعة يفاجئ بمطالبة السلطات المصرية له ولــ (24) طالب سنة 1959م بمغادرة مصر بتهمة الانتماء إلى تنظيم (حدتو) وتعني الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني، وهي حركة كانت تضم ضمن بين صفوفها نخبة من كبار الأدباء والمفكرين والسياسيين والمناضلين المصريين.

بين عدن وروسيا

عاد الأديب محمد عبد الولي حينها إلى مدينة عدن ، وهناك قام بتدريس مادة التاريخ في إحدى مدارسها بقية ذلك العام حد ما وثقه في إحدى قصصه الشهيرة (الدرس الأخير) ضمن مجموعته الأولى، وحقاُ كان درساً أخيرا في عدن حيث لحق ببقية الطلاب عام 1960 الذين سبقوه إلى موسكو والتحق بمعهد غوركي للآداب ليتخرج منه حاملاً درجة الإجازة في الآداب (ليسانس / أدب)

 أثَّرت روسيا التي أنجبت كبار أدباء السرد القصصي في العالم على أديبنا كثيراُ فاعتنق فنياً مذهبا يقوم على عكس الواقع في العمل الفني مع عكس الواقع ليس للقبول به وإنما لتعريته ونقده والتبشير بالمستقبل)

الأديب والسياسي

على إثر عودة أديبنا محمد عبد الولي عام 1964 إلى اليمن، وما أن تزوج من ابنة عمه (مشلى) التي أنجبت له (بلقيس فأيوب) حتى بدأت المناصب تتسابق عليه ففي البداية تعين مديرا عاما للطيران اليمني، ونظراً لما تميز به من نجاح في عمله وصل صداه إلى مسامع (السلال) قام الأخير بنقله إلى مكتبه بدرجة مدير عام مكتب رئيس الجمهورية، ثم أصدر قراراً جمهوريا بتعينه قائما بأعمال السفارة اليمنية في موسكو وبرلين وبعد ذلك مقديشو.

الثورة والسجن

كان محمد عبد الولي مع أولئك الذين وقفوا في صفوف الضباط والمقاومة الشعبية المدافعة عن صنعاء المحاصرة من قبل الفلول الملكية، ووثق في واحدة من أهم قصصه حرب السبعين يوماً هي قصة (الأطفال يشيبون عند الفجر)

وقد تعرض للسجن لاحقا في زنازين القلعة وقبع فيه لمدة سنة كاملة دونما ذنب اقترفه كتب خلالها مشاريع قصصية ستشتمل عليها مجموعته الثانية (شيء أسمه الحنين) تمضمت عشر قصص (وكانت جميلة ـــ يقصد بها ثورة سبتمبرـــ ليته لم يعد، الشيء الذي لا يمس، شيء اسمه الحنين، يمامة، سينما طفي لصي، يا أخي اتخارج، الأطفال يشيبون عند الفجر، أصدقاء الرماد)غير أن هذه المجموعة لم يصدرها عقب خروجه من السجن وإنما تأخرت حتى عام 1972.

تأسيس دار للنشر

عندما خرج من السجن كانت زوجته (مشلى) قد غادرت الحياة تاركة له أيوب وبلقيس، أقام في تعز، وشرع يؤسس داراً لنشر الكتب فيها، وفي عام 1971م يشارك في تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، بدأ يتفرغ لكتاباته الأدبية حيث كتب رواية “يموتون غرباء” كأول رواية له، ثم في  عام 1972 يصدر المجموعة القصصية الثانية (شيء أسمه الحنين).

وفاته

تزامن خروج الأديب محمد أحمد عبد الولي من سجنه السياسي مع انعقاد مؤتمر للدبلوماسيين اليمنيين، والذي بدأت فعاليته مطلع أبريل من عام 1973م واستمر لمدة عشرة أيام في مدينة العشب بعدن وفيما كانت الطائرة فوق أجواء حضرموت انفجرت وكان على متنها الأديب محمد عبد الولي