مايو 10, 2018
اخر تعديل : مايو 10, 2018

محمية بير علي (بلحاف)

محمية بير علي (بلحاف)
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

محمية بير علي -بلحاف، واحدة من المحميات الساحلية واقعة على الساحل الجنوبي لليمن والممتدة من بلحاف محافظة شبوه وحتى شواطئ بروم في البحر العربي محافظة جضرموت ، هذا الامتداد قدّر بحوالي 75كم طولاً. تشمل المحمية مجموعة من الجزر الواقعة أمام بير علي وهي جزر (حلانية ، سخا ، البراقة ، غضرين الكبرى ، غضرين الصغرى). تمتد المحمية لمسافة 125 كم تقريباً إلى الغرب من مدينة المكلا بين  (حلة – جلعة).

تبلغ المساحة الإجمالية للمنطقة حوالي(23. 466 , 1) كم2 ويبلغ طول ساحلها حوالي 218 كم، وتبلغ أجمالي نسبة المساحة البرية (671،83) كم2  بنسبة 45،8 %، ويبلغ إجمالي/ نسبة المساحة البحرية (794،41) كم2 بنسبة 54،2 %.

التسمية

سميت «بير علي» كذلك نسبة إلى قرية «بئر علي» وهو اسم القرية الحديثة المتعارف عليها حاليا، إذ كانت المنطقة تعرف باسم مينائها القديم المشهور ميناء قنا.

تاريخ محمية بير علي

جاء ذكر محمية بير علي أو اسمها السابق ميناء قنا عند ابن المجاور (القرن 13 الميلادي) باعتبارها محطة في طريق الحج. كما ذكر اسمها في الخرائط البحرية في (القرن 15 الميلادي) ضمن اسم للجزر الخمس التي تحيط بالميناء.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن «السوق الحر في منطقة المحمية هو الاسم القديم لمحمية «بير علي» وكان يطلق عليه اسم «ميناء قنا» الشهير الواقع على ساحل البحر العربي من أشهر الموانئ التجارية في العصر القديم. واعتبر ميناء قنا قديما أهم موانئ الجزيرة العربية بعد عدن، نظرا لأن السفن كانت تجد مكانا تحتمي فيه في تلك الميناء عندما تهب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية، حيث يبعـد عن عدن بحوالى 5 أميال إلى الشرق في خليج صغير تحيط به الجبال من عدة جهات.

وكان الميناء قديما بؤرة التجارة بين بلدان البحر المتوسط والهند والخليج، حيث نقل عبر المحمية (البخور واللبان والبن اليمني) عن طريق البر إلى دول البحر الأبيض المتوسط، بواسطة القوافل وعن طريق البحر لاحقا، وكانت تنقل إليها توابل الهند وسلع شرق أفريقيا.

وقد كانت محمية بير علي مأهولة وتم سكنها قنا في القرون الرابع والخامس والسادس للميلاد، حيث سكن حصنها اليزنيون في (منتصف القرن السادس الميلادي ـ525) وقد شاركت في التجارة البحرية ولكنها لم تكن كما كانت في سابق عهدها كمركز تجاري دولي. كما شهد القرن السابع والثامن الميلادي انتهاء الأهمية التجارية لها بسبب تغير خطوط طريق التجارة البحرية والبرية وهبوط الطلب على سلعة اللبان، وورثت ميناء الشحر في حضرموت مكانها.

التنقيبات الأثرية

كشفت التنقيبات الأثرية للبعثة اليمنية السوفيتية عن الدور الذي كانت محمية بير علي تلعبه قديما حين استُخدمت كمرفأ على الطريق الممتد إلى الهند منذ النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد. ولم تكشف الحفريات الأثرية عن الفترات الأقدم لها، وكانت الميناء الرئيسي لليمن القديم في تجارة الترانزيت من (القرن الأول وحتى القرن الرابع الميلادي).

وقد ذكرت في النقوش اليمنية القديمة بخليج «البير» و» فرضة» وكذلك «ميناء ـ ملك حضرموت» كما جاء في النقش الموسوم بـ(Ir.13)  بالعبارة التالية (حيقن/ قنا/ مجدح/ ملك/ حضرموت) وجاء اسم المحمية والميناء في النقوش اليمنية القديمة بصيغة (ق ن أ).

وجدت بعثة استكشافية من ضمن آثار منطقة المحمية أجزاء من كتابات بلغات قديمة لحضارات مختلفة منها (الإغريقية والنبطية) وعلى جزء مـن إناء عليه كتابة بالخط المصري القديم الهيروغليفي، وكتابة بالخط الصيني، وكتابات بالخط اليمني القديم «المسند» مما يدل على أن المنطقة كانت تضم ثقافات مختلفة لأقوام جاءوا من مختلف أرجاء المعمورة ليمارسوا التجارة حيث مثلت محمية «بير علي»- الميناء، أهم سوق حرة في العالم القديم.

في عام 2004 اكتشفت بعثة تنقيب بريطانية نفقا يربط وادي دوعن الحضرمي، بمدينة حريضة -(تقع بالقرب من ريبون التي أقيمت على انقاض مدينة مذاب التي يعود تاريخها إلى ما قبل الاسلام ويوجد فيها معبد «سين» أو معبد القمر لمملكة حضرموت القديمة)- عبر ميناء قنا التاريخي في «بير علي». كما وجدت نقوش وكتابات قديمة غارقة في القدم.

معالم محمية بير علي

كما يوجد في شرق القرية بحيرة «شوران» وهي عبارة عن بحيرة بركانية تتصل بمياه بحر العرب وتعد البحيرة من المنتجعات الصحية السياحية. وتنتشر فيها أشجار الشورى(المانجروف) في هذه البحيرة.

«حصن الغراب» الواقع على قمة أحد جبال المحمية في الجهة الجنوبية الشرقية، ويرجع اكتشافه إلى العام 1834 حيث رست السفينة الإنجليزية «بالينورس» في ممر ضيق قصير مغلق من أحد جانبيه بجزيرة منخفضة ومن الجانب الآخر بصخرة قائمة وعرة عليها بقايا حصن قديم. كما عثر في الطريق الصاعد إلى قمة جبل حصن الغراب على كتابة أثرية.

الشعاب المرجانية

تعد منطقة المحمية غنية جدا بالشعاب المرجانية النادرة تتميز برؤوس(بروزات) مرجانية حمراء (أكثر من 90نوع –42جنس- 19عائلة – 6رتب). ومازالت —الشعاب المرجانية تحتفظ بصحتها وجمالها وتنوعها الحيوي وصحتها بالرغم الضغوط عليها، وهي  الوحيدة في العالم التي لم يحصل لها ابيضاض في عام 1998م (عندما حصل الابيضاض العالمي للشعاب المرجانية).

الدلافين والطيور

تضم المنطقة أنواع عديدة من الحيتان وأهمها الدلافين، كما يوجد في الجزر الطيور البحرية في خاصة الطيور الاستوائية في جزيرة صوخا(سخا)، وتعتبر  محطة رئيسية للطيور البحرية المهاجرة بأسراب كبيرة جدا، كما  تحتوي على مجتمع من السلاحف.

 

المراجع:

1- محمية بير علي- بروم. الهيئة العامة لحماية البيئة. اطلع عليه بتاريخ 2018/5/10م.

2- محمية بير علي منتجع السياحة البيئة في اليمن. صحيفة البيان. اطلع عليه بتاريخ 2018/5/10م.