ديسمبر 13, 2017
اخر تعديل : ديسمبر 13, 2017

مديرية ثمود في حضرموت

مديرية ثمود في حضرموت
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

مديرية ثمود، هي إحدى مديريات محافظة حضرموت، تقع في الجزء الشمالي الشرقي منها، وتبعد عن مديرية سيئون مركز وادي وصحراء حضرموت بمسافة 270 كم، يحدها من جهة الشمال صحراء الربع الخالي ومن الشرق مديرية رماه ومن الجنوب مديرية السوم ومن الغرب مديرية قف العوامر.

وتبلغ مساحتها نحو (15182) كم مربع، وتشكل امتداداً طبيعياً لصحراء الربع الخالي، حيث يسودها المناخ الصحراوي الشديد الحرارة صيفاً وشديد البرودة شتاءً، ومن أهم مرتفعاتها جبال حبشية على ارتفاع (1240) متراً، كما تتخللها عدد من الوديان، مثل: وادي قناب، وادي حرضة، وادي القيعان، وادي مقصر، وادي منهويت، وادي قصيوم وغيرها، أما المساحة المزروعة بالمديرية تمثل حوالي (12) هكتاراً.

يزيد عدد سكانها على (5126) نسمة بموجب إحصاءات عام 2009م، أغلبهم ينتمون إلى قبائل العوامر والمناهيل والصيعر، ويتوزعون بين مركز المديرية “ثمود”وقراها كقرية مقصر وقرية حلية وقرية القيعان وقرية سطول، ويعتمدون في معيشتهم على رعي الأغنام والإبل ولذلك يتنقلون على شكل تجمعات بدوية من مكان إلى آخر تبعاً للأمطار والمرعى، ويعمل القليل منهم في الجهاز الإداري للدولة وفي حرس الحدود ويغترب البعض الآخر للعمل في دول الخليج وفق الجنسيات التي يحملونها من تلك الدول.

التسمية

ولا تزال إلى اليوم منطقة في شمال شرق حضرموت تحمل اسم ثمود، وهو الأمر الذي يثير التساؤل: هل هناك علاقة بين هذه التسمية وقوم ثمود الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم؟ وللإجابة بنعم على هذا التساؤل يتطلب العثور على أدلة مادية وإلا يظل كل ما يقال مجرد فرضيات.

أو أن تلك التسمية جاءت نتيجة قلة الماء في تلك البقعة، فثمود مشتقة من الثمد (الماء القليل)، كما ورد في كتاب تاج العروس “وثمود اسم. قال سيبويه: يكون اسماً للقبيلة والحيّ وكونه لهما سواءٌ، وتُضم الثاء المثلثة، وقرئ به أيضاً، قيل سميت لقلة مائها كأنه من الثمد. وهو الماء القليل”.

قبائل ثمود

وثمود، إحدى قبائل العرب العاربة، وهم بنو ثمود بن جاثر -ويقال كاثر بالكاف بدل الجيم- ابن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وكانت منازلهم بالحجر ووادي القرى بين الحجاز والشام، وكانوا ينحتون بيوتهم من الجبال، وتسمى تلك الجبال الأثالث وهي جبال إذا رآها الرائي من بعد ظنها متصلة فإذا توسطها رأى كل قطعة منها منفردة بنفسها، يطوف بكل قطعة منها الطائف وحواليها الرمل لا تكاد ترتقى ولا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة، وبعث الله تعالى إليهم صالحاً عليه السلام فلم يؤمنوا فأهلكهم الله بصيحة من السماء كما أخبر بذلك القرآن الكريم في أكثر من سورة، وديارهم تعرف إلى اليوم بفج الناقة.

آثار مديرية ثمود

من آثار صحراء ثمود “بئر ثمود التاريخية”، بالإضافة إلى وجود رسومات وخرطوشات كتابية قديمة يعتقد أنها حميرية بكهف بوادي قناب وكذلك حول بئر تميس، تلك البئر التي خصص لها الرحالة فاندر ميولن فصلاً خاصاً في كتابه من عدن إلى حضرموت، وربما تقبع الرمال المتحركة على الكثير من آثار العهود الغابرة.

أما مصادر التاريخ الإسلامي التي وقفنا عليها لم تذكر لنا شيئاً عن تاريخ ذلك الجزء من الصحراء، وربما يعود ذلك لعدم استقرار الحياة فيها.

واحتلت صحراء ثمود في القرن العشرين أهمية كبيرة بحكم موقعها الحدودي مع المملكة العربية السعودية وأيضاً لبدء عملية التنقيب عن النفط فيها.

وقد عثرت شركات أمريكية على النفط في المنطقة ولكن بكميات قليلة لا تغطي تكلفة نقله من الصحراء الداخلية عبر الجبال إلى ساحل البحر العربي وأعيق عمل الشركة أيضاً بسبب النزاعات بين السلطانين الكثيري والقعيطي للحصول على أكبر قدر من الأرباح.

وأحكمت بريطانيا سيطرتها على ثمود في بداية الخمسينات من القرن العشرين بمد نفوذ جيش البادية إليها والذي أسسته بحضرموت في أواخر عام 1939م بهدف حراسة الحدود وتحقيق الأمن في المناطق الريفية التي لا تقع تحت الإدارة المباشرة أو المناطق المتنازع عليها بين السلطنتين القعيطية والكثيرية، وأوكلت لثلاث سرايا من هذا الجيش مهمة حراسة شركة “بان أمريكان”التي تقوم بالتنقيب عن النفط في صحراء ثمود، وظلت تلك السيطرة البريطانية حتى رحيل الاستعمار البريطاني عن جنوب اليمن في عام 1967م.

ومن البريطانيين الذين مروا بصحراء ثمود على اختلاف مهامهم وأشاروا إليها في كتاباتهم أو مذكراتهم “برترام توماس”و”سان جون فليبي”و”دورين إنجرامس”و”وليفرد ثيسجر”.

تربية الإبل

يهتم أهالي ثمود بتربية الإبل والأغنام كمصدر من مصادر الرزق وكمظهر من مظاهر الأصالة والانتماء لحياة البادية، ولأجلها يتنقل أغلبهم من مطرح إلى مطرح تبعاً للمرعى حيثما وجد الماء والعشب.

ويقدر تعداد الإبل بالمديرية نحو (9000) رأس وفقاً لإحصاءات عام 2009م، وتتفاوت ملكية الأسر لها من بضعة رؤوس إلى مئات الرؤوس، وتنظم قبائل المديرية سنوياً سباقاً لمزايين الإبل، تحصل من خلاله الإبل الفائزة على شهرة عالية تسهم في رفع قيمة بيعها وشرائها.

 

المراجع:

1- ثمود: عبق الصحراء-المجلة العربية-اطلع عليه بتاريخ 2017/12/13م.