
مديرية جبن، هي أحدى مديريات محافظة الضالع، تبلغ مساحتها 12550كم مربع، يسكن المديرية 65 ألف نسمة، تحدها البيضاء شرقاً ورداع شمالاً والشعيب جنوباً ودمت غرباً.
تتوزع على مساحتها الشاسعة 6 عزل رئيسة في جبن (جبن العاصمة – الربيعتين – نعوة – الضبيان – الوادية) وتتفرع منها 62 قرية. كانت في السابق تابعة إدارياً لمحافظة البيضاء، إلّا أنّها تحوّلت لمحافظة الضالع في العام 1998.
تاريخ مديرية جبن
لجبن عدة أسماء تاريخية منها (مدينة الملوك)، وجاءت هذه التسمية نظرا إلى كثرة الملوك الذين سكنوا وعاشوا فيها وحكموا منها، وكان آخر ملوك هذه الدول “ملوك الدولة الطاهرية” التي حكمت اليمن للفترة “1454-1517م”، وكانت مدينة جبن مسقط رؤوسهم، وعاصمة لهم، ومقراً لدولتهم.
وتميّزت المدينة خلال حكم الدولة الطاهرية ببناء الحصون والقلاع، بالإضافة للجسور التي انتشرت في معظم أنحاء المدينة، كما كانت من محطات التنقل الهامة وعلى وجه الخصوص للقوافل التي كانت تتنقل من العاصمة الحميرية في ذلك الوقت ظفار، التي تقع في الجهة الشماليّة من مدينة جبن. المعالم الأثرية لمدينة جبن هناك العديد من الآثار التي ما زالت موجودة في مدينة جبن.
آثار حميرية
وتدل المعالم الأثرية الموجودة حالياً في مدينة جبن، على أن جبن قديما كانت تمثل مركزاً هاماً ، وموقعاً جغرافياً استراتيجيا ، وممرا يربط بين الشمال والجنوب في عهود الدول اليمنية القديمة الحميرية و الدولة السبئية، ويتبين ذلك من خلال ماهو موجود من نقوش وآثار حميرية، ومرابط الخيل في “المصنعة” – التي لا تزال تسمى “المصنعة الحميرية” – وما كان موجود لقصر على سطح جبل “هران” نسبة إلى اسم أحد ملوك دولة حِمْيَر، فقد كان القصر كما تقول الروايات أضخم القصور في زمانه، وبعض المؤرخين يقول إن أركانه بنيت من الفضة والمرجان، ويحكى أن نبي الله سليمان عليه السلام زار هذا القصر بعد أن أسلمت مملكة سبأ له وأمر بتوسيع القصر الذي أتخذه أحد قادة جيشه معقلاً له.
والمعروف أنه كان يوجد ممر على شكل نفق من وسط القصر القابع فوق الجبل يوصله بالبئر الموجودة في الوادي الذي يقع أسفل الجبل، ومياه هذه البئر كانت مخصصة لشرب الملك هران وحاشيته..حتى بات الرعاة ينشدون في مغانيهم قولهم:
يادار هران .. ياتُحِيْف الأركان
ركنين فضة .. وركن مرجان
وركن من عهد.. النبي سُليمان.
مدينة العلم
هناك حقائق كثيرة عن علماء مدينة جبن حيث كانت صرحاً من صروح العلم، ويقال أن سند القرآن الكريم انتهى في اليمن جميعها ولم يبق إلا السند الذي كان في المدرسة المنصورية بمدينة جبن وهو الذي حفظ سند القرآن الكريم متصلاً بالرسول صلى الله عليه وسلم على يد شيخ مذكور اسمه في مراجع علم القرآن وسندها، في المدرسة المنصورية ، وكذلك الجامع الكبير ، وهذه المساجد والمدارس لعلها بنيت على أنقاض معابد وقصور حميرية، لأننا نجد الأعمدة الرخامية القديمة قلما نجد نظيراً لها في اليمن، حيث فيها اشارات الى العهد الحميري او السبئي وهذا مما يعزز مكانتها في ذلك التاريخ.
ومن آثار مدينة جبن، العامرية أو المنصورية مدرسة شيدتها الدولة الطاهرية في عهد السلطان الطاهري عامر بن عبدالوهاب الطاهري تتوسط المدرسة مدينة جبن عاصمة المديرية تشمخ بعزة وكبرياء تاريخها، عريقة البنيان هامة المعلم.
المواجل التاريخية
واشتهرت مدينة جبن بأعداد كثيرة لخزانات المياه “المواجل” التاريخية التي يعود تاريخ حفرها إلى عهود قديمة، منها ما هو في عهد الدولة الحميرية والسبئية، ومنها ماهو في عهد الدولة الطاهرية، وتوجد هذه الآثار في مناطق ومواقع مختلفة على سفوح ووسط الجبال، وفي التلال القريبة من الوديان الزراعية.
كذلك فإن العيون المائية التي تشكل غيولاً جارية، موجودة في أماكن عدة بمديرية جبن ولها دلالات واضحة على اهتمام القدماء بأهمية مشاريع المياه في قيام حضارتهم، وتأسيس دولهم.