
مديرية دمنة خدير ، تقع في محافظة تعز في الجزء الشرقي منها، يحدها من الشمال مديرية ماوية، ومن الجنوب مديريات: حيفان والصلو، سامع، ومن الشرق مديرية القبيطة (محافظة لحج)، ومن الغرب مديريتا: صبر الموادم والمسراخ. ومركز المديرية مدينة الدمنة.
تبلغ مساحة المديرية 460 كم2، ويبلغ عدد سكان المديرية (113.547) نسمة وذلك حسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن للعام 2004م. وتضم المديرية (86 قرية) تشكل بمجموعها (3عزل) هي: (خدير البدو، وخدير السلمى(الأسلوم): نسبة إلى ذي سلمة، ويعيشون في لحج والقبيطة وخدير السلمي وماوية والضالع وغيرها من المناطق، وكانت خدير السلمي تسمى خدير ذي سلمة، والشويفة: وتفيد بعض الروايات أنهم انتقلوا من الجوف إلى دمنة خدير وبعض المديريات في محافظة تعز.
تاريخ دمنة خدير
يذكر المؤرخ الكبير الهمداني دمنة خدير في كتابه “صفة الجزيرة العربية” بأنها مخلاف يبدأ من ورزان، ويمتد جنوباً إلى حدود الصبيحة ويسكنها السكاسك. كما أشار كذلك في نفس الكتاب إلى مواضع أخرى بمخلاف خَدِيرْ بقوله: (ومنها خربة “سلوق”، وكانت مدينة عظيمة بأرض خَدِيرْ، وتسمى جبل الريبة، وهي مدينة يوجد فيها خبث الحديد وقطاع الفضة والذهب والحلي والنقد، وإليها كانت العرب تنسب الدروع السلوقية والكلاب السلوقية، وتعرف اليوم باسم “جبل الريدة” في الجنوب الغربي من الراهدة بمسافة (خمسة أميال)، ومنها وادي ذابة للأخاضر من السكاسك، وهم رؤسائهم وعهامة يسكنها “الأعهوم”، ومنها قرية وجبل الصروف قديماً، وجبل سورق، جبل شاهق منه قرى ومزارع.
وقد ذكر الدكتور عبدالحكيم شاهر محمد في دراسة له بعنوان (المعافر دراسة من خلال المصادر التاريخية) نُشرت في كتاب (تعز “عاصمة اليمن الثقافية” على مر العصور) خدير وقال أنها: قاع واسع جنوب تعز مركزه الدمنة ينسب إليه الذهب الخديري، وأنها تقع شمال شرق مدينة الدمنة على بعد حوالي (أقل من ميل) تعرف باسم قرية بني سلمه، وقد عُثر فيها على تماثيل من الأحجار ترمز لرجل وامرأة، وقيل أنها سُلمت إلى متحف صنعاء.
أودية دمنة خدير
ومن أشهر أودية وغيول مخلاف خَدِيرْ غيل ورزان المشهور، منابعه من شرق جبل صبر، وتسيل مياهه بعد أن تلتقي بوادي عقان إلى أراضي محافظة لحج، فتصب في خليج عدن، وأشار “ابن المجاور” في كتابه المسمى (صفة بلاد اليمن ومكة وبعض الحجاز..) إلى أن ورزان “نهر” يفرق بين ثلاثة، أعمال الجؤه، وأعمال الجند، وأعمال تعز، وتسمى هذه الأعمال حيز لكثرة عشها ومياهها وخضرتها.
معالم دمنة خدير
قلعة أم قريش
تقع شمال شرق مدينة الدمنة على بعد حوالي (أقل من ميلاً واحداً) تعرف باسم قرية بني سلمه، وقد ذكرها المؤرخ “الجندي” في كتابه “السلوك” ضمن أحداث عام (725هـ)، أنها ذات حصن تعرض للهجوم والنهب من قبل جنود المماليك الذين بلغهم أن سكان قرية بني سلمه يتعصبون مع الملك الظاهر “يحيى بن إسماعيل” (831-842هـ).
قلعة مسور
تطلق تسمية مسور على عدد من الجبال المشهورة في اليمن مثل جبل مسور حجة، وجبل مسور ريمة، ويعرف الإخباريون “مسور بن عمرو بن معدي كرب بن شرحبيل بن منكف”، وتقع قلعة جبل مسور في الناحية الشمالية لمدينة الدمنة عبر طريق متفرع من الخط الرئيسي على بعد حوالي (13كم)، شيدت القلعة في أعلى قمة الجبل حيث يتم الصعود إليها من خلال طريق صاعد يؤدي إلى المدخل في الناحية الشرقية، وعلى السفح الشرقي توجد بقايا أساسات من الأحجار غير المهندمة، ويتقدم المدخل بقايا بناء مستطيل الشكل كان بمثابة برج دفاعي.
كدرة الذهب
يحد موقع كدرة الذهب من الناحية الشمالية جبل اللؤلؤة ومن الجنوب جبل ذي القران، ويقع جنوب الطريق الرئيسي المعبد من دمنة خَدِيرْ على بعد حوالي (2كيلومتراً) تقريباً، والموقع عبارة عن تلال رسوبية بيضاء، تضم في مجموعها بقايا أساسات من أحجار غير مهذبة متناثرة في أماكن متفرقة من الموقع الذي يوحي شكله العام وملتقطاته بقدمه، وفي الناحية الشرقية هناك بعض المعالم الأثرية منها أبنية أساساتها غير واضحة بأحجار كبيرة نسبياً.
جبل اللؤلؤة
يقع جبل اللؤلؤة في عزلة الزيلعي شرق قرية “الهبش” ورحبان، ويحاذي الجبل الطريق الرئيسي المؤدي إلى دمنة خدير من الناحية الشمالية، ويرتفع الجبل عن مستوى سطح البحر حوالي (500متراً)، ويوجد في أعلى قمة الجبل تجويفات محاطة ببعض الحجار المهندمة ربما كانت تستخدم كمخازن للحبوب، وهي على شكل مغارات فتحة كل منها (متراً واحداً) تقريباً، وفي أسفل قمة الجبل توجد بقايا جدران تبلغ ارتفاعاتها ما بين (متر واحد إلى مترين)، وبجانبها بركة للماء بيضاوية الشكل منحوتة في الصخر، وقد طليت من الداخل بمادة القضاض لمنع تسرب المياه، وفي السفح الغربي للجبل يتضمن جرف مستطيل الشكل أبعاده (10 × 80سم) حفرت فيه حفرتان صغيرتان مدببتان من أسفل ومنفرجتين من أعلى.
وفي الاتجاه الغربي – أيضاً – توجد مستوطنة سكنية بنيت منازلها من أحجار غير مهذبة، يبلغ متوسط ارتفاع جدرانها حوالي (المتر أو أكثر) وفي الناحية الجنوبية – أيضاً – يوجد بئر بنيت جدرانه بأحجار مهذبة ربما نقلت من أبنية مواقع قديمة.
وتشير الروايات أنه كان يوجد نقشان بخط المسند عند حافة البئر ولكنهما أخذا واستخدما في بناء أحد المنازل الحديثة بالقرية.
المراجع:
1- دمنة خدير. مدونة العرشي. اطلع عليه بتاريخ 2018/5/1م.