
زنجبار، هي بلدة ساحلية في وسط جنوب اليمن، وهي عاصمة محافظة أبين. وكانت زنجبار عاصمة السلطنة الفضلية، يبلغ تعداد سكانها (23278) نسمة حسب الإحصاء الذي أجري عام2004، تقع مدينة زنجبار إلى الشرق من عدن، على بعد نحو 60 كيلو متراً.
تسمية مديرية زنجبار
مؤسس زنجبار هو السلطان حسين بن أحمد بن عبد الله، ولكن الذي سماها باسم زنجبار هو حفيده السلطان عبد القادر بن أحمد بن حسين في العشرينيات من القرن العشرين، وذلك أثناء زيارة قام بها سلطان جزيرة زنجبار العربية آنذاك، وهي تقع قبالة الساحل الشرقيل إفريقيا واليوم جزء من تنزانيا، وتم تآخي المدينة باسم الجزيرة وتسمية أحيائها باسم مدنها، فسميت المدينة بزنجبار نسبة للجزيرة وبعض أحيائها التي كانت قائمة أصلاً بمسميات المدن التي في الجزيرة مثل سواحل ودار السلام التي سميت فيما بعد “بدار الأمير”.
وزنجبار ظهرت بعد خراب العصلة الثاني في نفس الفترة، وانتعشت بسبب ظهور مشروع دلتا أبين، هي وجعار، التي كانت تسمى خنفر.
تاريخ مديرية زنجبار
ومدينة زنجبار كانت لأهميتها ميداناً للحروب والنزاعات القبلية الضارية، ويكفي أن نعرف أنها أحرقت تماماً عندما أغار عليها عبد النبي بن علي بن مهدي الرعيني في سنة (559) هـ ، ونقلاً عن الهمداني فيما إذا رجعنا إلى قبل تاريخ إحراق المدينة، ذكر أن أبين هي إرم ذات العماد التي ورد ذكرها في القرآن الكريم حيث قال: ” إن إرم ذات العماد كانت تقوم في تيه أبين ” وإرم ذات العماد هي المدينة التي خرجت عن الفضيلة والاستقامة، ويقال أنها كانت تضم ثلاثمائة ألف قصر شيدت بالذهب والفضة والجواهر والياقوت، وكان أهل إرم يحاولون أن يصنعوا من مدينتهم جنة عوضاً عن الجنة التي وعد الله بها المؤمنيين، لذلك استقدموا كما يقول ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان “أمهر الصناع وأبرعهم وجمعوا كل الثروات من أجل بناء هذه المدينة الأسطورية التي استغرق بناؤها (500 عام)، وقد بالغ المؤرخون والإخباريون في القصة مبالغة شديدة، وصوروا تلك المدينة الخيالية بشكل لا يمكن أن يكون، وذلك تعويضاً عن الفقر والشح والجدب الذي عرفت به أطراف أبين من قبل.
اقتصاد زنجبار
تحيط مبدينة زنجبار مزارع واسعة يهتم أصحابها بزراعة الذرة والسمسم والبطيخ والشمام والخضراوات على اختلاف أنواعها، وجميع الفواكه والخضار تباع في عدن. وقد نجحت زراعة القطن في المزارع القريبة من زنجبار نجاحاً هائلاً وخاصة ذلك النوع المعروف (بطويل التيلة) ، وفي هذه المدينة متحف قيد الإنشاء.
المواقع الأثرية
القريات
يقع موقع القريات في الشمال الشرقي من مدينة زنجبار بحوالي ثلاثة أميال، ومساحته تبلغ تقريباً (650 متراً مربعاً) تقريباً، إلا أن أجزاء كبيرة منه قد غطيت أو طُمست بفعل النشاطات الزراعية التي شهدتها الأراضي المجاورة لهذا الموقع في مطلع الستينات من القرن العشرين، وهو عبارة عن موقع أثري مكشوف، ولا توجد فيه بقايا أساسات لمبانٍ، ولكنه يعتبر موقعاً متميزاً لسهولة الحصول على المياه بالنسبة للذين كانوا يستوطنون فيه، حيث يقع في غرب وادي حسان، الذي كان يحتوي على المياه، والتي كانت تستخدم غالباً في الزراعة، وهو الأمر الذي لا يتوفر في كثير جداً من المواقع القريبة من الوادي، يعود تاريخ هذا الموقع من خلال المعثورات الأثرية إلى فترات مختلفة، حيث تعود الدُمى الطينية إلى فترة ما قبل التاريخ فيما إذا قارناها مع تلك الدُمى المشابهة التي عُثر عليها مؤخراً في صبر لحج، كما وجدت فيه قطع فخارية عليها مونوجرام بحروف خط المسند، كما تشابه القطع الفخارية الأخرى تلك القطع التي عُثر عليها في وادي بيحان في شبوة والتي يعود تاريخها إلى فترة الدولة القتبانية، كما وجدت فيه قطع فخارية تعود إلى الفترة الإسلامية، بمعنى أن الاستيطان في ذلك الموقع لم ينقطع من عصور ما قبل التاريخ إلى الفترة الإسلامية ولكنه انتهى الآن بفعل النشاطات الزراعية، واستصلاح الأراضي التي دمرت الموقع في مطلع الستينات من القرن العشرين.
القرو
يقع في الشمال الغربي من مدينة زنجبار ، وطوله من الشمال إلى الجنوب(600 متر)، ويميزه أن منزل المستشار الحكومي الإنجليزي كان مقاماً بجانبه إبان الاحتلال الإنجليزي لمدينة عدن، يعود تاريخ الموقع إلى الفترة الإسلامية، حيث عثر فيه على قطع فخارية تعود إلى الفترة الإسلامية، أهمها قطع من البورسلين الأزرق الذي كان يجلب من الصين عادة في الفترة الإسلامية، أما بالنسبة للقطع الأخرى فهي بقايا أوانٍ فخارية كانت تستخدم للطهي وغيره، لقد تعرض هذا الموقع للحريق في فترات متأخرة أثناء الحروب الأهلية والتي كانت عادة ما ينجم عنها إحراق القرى ـ فلم يتبق من الموقع الآن سوى تل محترق، حيث توجد أسفل الطبقة العليا طبقة محترقة سوداء، ورماد ـ إلى جانب بعض بقايا لأوانٍ زجاجية ذات لون أزرق (مائل للاخضرار)، يعود تاريخها إلى الفترة الإسلامية أيضاً.
متحف زنجبار
متحف زنجبار (أبين) وهو متحف صغير في زنجبار، افتتح أولا في قاعة واحدة عام 1981م ويضم آثار محافظة أبين، وأغلبها آثار إسلامية إلى جانب الآثار القديمة والعادات والتقاليد.
ويحتوي المتحف على مقتنيات أثرية لحقب مختلفة من تاريخ اليمن في مختلف العصور القديمة, وعلى وجه الخصوص في عهد دولة قتبان، بالإضافة إلى مقتنيات أثرية من العصر الإسلامي وبعض المقتنيات التي تبرز جوانب من الموروث الشعبي، وقد تحول هذا المتحف إلى أطلال بسبب حروب الجماعات الإرهابية في السنوات الأخيرة.