أكتوبر 20, 2017
اخر تعديل : ديسمبر 29, 2017

مدينة بينون الأثرية

مدينة بينون الأثرية
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

بينون، هي مدينة أثرية قديمة تقع في عزلة ثوبان من ناحية الحداء محافظة ذمار، وهي تقع في شرقي بلاد عنس مقابلة لكراع حرة كومان. وتبعد عن مدينة ذمار بنحو 54 كيلو مترا عبر طريق فرعي من طريق ذمار.

تقع بينون في بطن أحد الجبال الشاهقة التي تحيط بمحافظة ذمار من الناحية الشرقية وتبعد عنها بمسافة نصف ساعة السيارة، وتعد من أشهر لمعالم الأثرية التي شيدت في العصر الحميري.. والمدينة التي لا زالت حصناً من حصون حمير الشهيرة تقع في اعلى جبل مستطيل منحوت، في وسطه طريق يحكي عن قدرة اليمنيين القدماء وسبقهم في شق الأنفاق، نفق في جبل صخري تآكل مع الوقت.

هذا الجبل متوسط بين جبلين يفرق بين أرض فيها مزارع وكان في سطح الجبل الشمالي عين تسمى غيل “نماره” تسقي الأرض التي بينه وبين بينون وفي الجبل الجنوبي طريق منقورة في بطنه على طول “مائتي ذراع” تقريباً يمر منها الجمل بحمله وفوق باب الطريق من الجانبين نقش بالمسند الحميري يبين الضرائب على الحمائل التي تدخل هذ الطريق. وهذا تأكيد على اعتماد اليمنيين الأوائل على أنظمة الخدمة الاقتصادية على سبق اليمنيين في شق الأنفاق والتفنن في تشييد المعالم الأثرية.

ساقية نمارة

من عين “نماره” تكونت ساقية كانت تصل غيل هجرة أسبيل بالأرض الواقعة بين حصن بينون والجبل اليماني “أي الجنوبي”، والساقية تهدمت ولم تعد غير ذكرى لزمن اندثر، آثار بينون تدل على أن اليمنيين قد برعوا في العمل الهندسي خاصة في مجال الري والزراعة، فالنفقان الموجودان فيها يدلان على صخور الجبلين لغرض إحكام مجرى تحويل السيول من واد إلى آخر، ويعتبر الهمداني في كتابه “الإكليل” ذلك القطع في الجبل من عجائب اليمن التي ليس لها أي مثيل في بلاد أخرى.

وتأتي المياه من وراء جبل النقوب عبر النفق إلى وادي الجلاهم لتجري إلى النفق الآخر عبر جبل بينون باتجاه وادي نمارة. وتصب في سد يقع في أعلى وادي نماره الذي تمتد أراضيه الخصبة لمساحات شاسعة.

نفق بينون

نفق جبل بينون مسدود بسبب انهيار مدخله، أما نفق النقوب فمازال على أوثق حال وفي داخل النفق فتحات جانبية يعتقد أنها لتنظيم سرعة تدفق السيول وتخفيف اندفاع المياه قبل أن تخرج من النفق إلى ساقية الوادي.

توجد في بينون نقوش مكتوبة بخط المسند بخط غائر وتضمن أن النفق شق لري وادي نماره وفي مدخله نقشان آخران أحدهما مطموس أما الثاني فيمكن قراءة معظمه ويدل محتواه على أنه دون نذراً من أحدهم واسمه “كيث بن زعيم” إلى معبوده “عثتر” بمناسبة افتتاح النفق

إلاّ أن أهم النقوش التي عثر عليها في بينون تذكر اسم “شمر يهرعش” ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات وقد جاء في النقش ذكر سنة البناء بالتقويم الحميري المعروف وهي 420 وتوافق هذه السنة بالتقويم الميلادي حوالى 305 ميلادية.

آثار بينون

كانت بينون من المدن الحميرية المشهورة مثل ظفار وغيمان. وأهم آثار بينون هي بقايا شهران، وتدل تلك الآثار الواقعة في الداخلة على حصن منيع يحيط به أكثر من سور واحد. وقد شيدت جدران القصر بحجارة ضخمة جيدة ومتعددة الألوان.

أما الأثر الثاني فيمثل نحتا في كل من جبل النقوب وبينون لتحويل السيول. وتأتي المياه من وراء جبل النقوب عبر النفق إلى وادي الجلاهم لتجري إلى النفق الآخر عبر جبل بينون باتجاه وادي نمارة، وحالما تغادر النفق تجتمع في سد يقع في أعلى وادي نمارة الذي تمتد أراضيه الخصبة مساحات شاسعة.

وتحوي المدينة بقايا قصر كان يمثل أروع مبنى في المدينة ويقع في قمته حصن منيع يحيط به أكثر من سور وتدل آثار القصر على أنه كان مشيداً بحجارة مستطيلة مهندمة ومتعددة الأنواع والألوان.

ويذكر بعض الدارسين أن نهاية المدينة كانت في حوالى عام 525 ميلادية عند دخول الأحباش اليمن. حيث قضيا على دولة حمير في حين ظلت بينون بقعرها وأنفاقها وشواهد حية على روعة إنجاز الإنسان اليمني وعلى هندسته البديعة.