
مستشفى الغرباء، كان يقع في ميدان شرارة، إلى الشرق من مسجد توفيق. وقد عرف في الوثائق العثمانية واليمنية والمصادر التاريخية باسم (خسته خانة الغرباء)، (خستخانة الغرباء )، وعرف أيضاً باسم (المستشفى البلدي) أما المؤرخ نزيه العظم فقد ذكر في رحلته أنه قرأ اللوحة المكتوبة على المستشفى والمكتوبة باللغة التركية (صنعاء خسته خانه سي)، أي مستشفى صنعاء. وقد خصص لاستقبال الأهالي من المدنيين اليمنيين وغيرهم.
تكوين مستشفى الغرباء
وكان يتكون المستشفى من مبنيين مستقلين أنشأ على فترتين مختلفتين كالآتي:
المبنى الأول: أنشاء في فترة ولاية الوالي أحمد فيضي باشا الثانية (1308- 1315ه/ 1891- 1897م)، حيث رفع الوالي المذكور في إحدى الوثائق العثمانية والمؤرخة بتاريخ (1311هـ/ 1894م) أنه تم بناء مستشفى في صنعاء (مركز الولاية)، سمي بمستشفى الغرباء.
المبنى الثاني: فينسب إلى الوالي حسين حلمي باشا، حيث رفع الوالي المذكور في إحدى الوثائق العثمانية والمؤرخة بتاريخ (1317هـ/ 1899م) طلب إنشاء مستشفى جديد للغرباء. وقد أشرف على بناء المستشفى الجديد (المبنى هذا) الطبيب العثماني اسماعيل بن ابراهيم.
وقد أشار الطبيب العثماني المذكور، وكذا الرحالة الألماني بورشارت (Hermann Burchardt) أن المبنى الأول أو القديم ضم أقسام الأمراض النسائية، والتي تعمل فيه ممرضات يهوديات، بينما خصص المبنى الثاني أو الجديد للرجال، وأنه يضم خمسين سريرا.
معمل للبارود
ويعد مستشفى الغرباء أحدى أهم المنشآت التي خلفها العثمانيين، والتي أستلمها الإمام يحيى حميد الدين منهم، حيث كلف القاضي أحمد بن أحمد الجرافي باستلامها وغيرها من المباني العثمانية، وذلك أوائل عام (1337هـ/ 1918م).
ويذكر المؤرخ مطهر ضمن حوادث سنة (1341ه/1923م)، أن الإمام يحيى حميد الدين أتخذ من المبنى القديم للمستشفى الذي كان ملتصق بسور دار السعادة معملاً للبارود، وأنه تهدم في السنة المذكورة نتيجة انفجار مادة البارود، مما أدى إلى تهدم المبنى بالكامل. ولم يتبق سوى المبنى الجديد الذي أنشأه الوالي حسين حلمي ليكون وقتها المستشفى الوحيد بصنعاء، حيث استمر يؤدي وظيفته حتى نهاية العقد الثالث من القرن الماضي، إلى أن قام الإمام يحيى بإنشاء مستشفى غربي باب البلقة وهي التي أقيمت على انقاضها المستشفى الجمهوري الحالي.