
مسجد قباء هو أول مسجد بني في الإسلام، ويقع مسجد في البقعة التاريخية المقدسة حيث بنى رسول الله محمد في اليوم الأول لهجرته إلى المدينة أول مسجد في تاريخ الإسلام. جنوب غربي المدينة المنورة، يبعد مسافة 5 كيلومترات عن المسجد النبوي الشريف. ونصف ساعة بالمشي المعتدل.
وقد وردت في فضائله أحاديث كثيرة، ونزل في أهله قوله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة:108]
فيه بئر تنسب لأبي أيوب الأنصاري، وكان فيه مبرك الناقة، وهو محل نزول ناقة رسول الله بعد رحلة الهجرة.. وقد أعيد بناء وتجديد المسجد الأصلي في مناسبات عديدة عبر العصور وحتى وقتنا الحاضر. ولمسجد قباء اليوم 4 مآذن ويحتوي على (56) قبة، وملحق به سكن للأئمة والمؤذنين ومكتبة، وتبلغ مساحة أرض المسجد (13,500) متر مربع، ومساحة مباني المسجد (5,860) م2، ويوجد به أربع منارات.
التسمية
ذكر أبو عبد الله ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان) أن قبا: أصله اسم بئر، وعرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف. وسمى المسجد بمسجد قباء، لأن النبي في طريقه إلى المدينة مرَّ على ديار بني عمرو بن عوف وبنى بها مسجداً، فسمي مسجد قباء.
بناء مسجد قباء
شارك الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في بنائه بنفسه، قال ابن إسحاق: أقام رسول الله بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس. وأسس مسجد قباء وصلى فيه، وهو أول مسجد أسس على التقوى بعد النبوة، فلما كان اليوم الخامس ـ يوم الجمعة ـ ركب بأمر الله له، وأبو بكر ردفه، وأرسل إلى بني النجار ـ أخواله ـ فجاءوا متقلدين سيوفهم، فسار نحو المدينة وهم حوله، وأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فجمع بهم في المسجد الذي في بطن الوادى، وكانوا مائة رجل.
وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله حين أسسه كان هو أول من وضع حجرا في قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في البنيان.
وعن الشموس بنت النعمان قالت كان النبي حين بنى مسجد قباء يأتي بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره يقال صهره وأصهره إذا ألصقه بالشيء”
مسجد قباء قديما
كان مسقط المسجد عند بنائه بسيطا إذ كان عبارة عن مربع طول ضلعه (70) م وله 3 أبواب كل باب منها في جدار من الجدران الاربعةالخارجية، مع وجود رواق من الجهة الغربية من الجدار الشمالي محمول على اغصان النخيل، وفي الجهة الجنوبية من الجدار الشرقي تسعة غرف تشكل مسكنا للنبي محمد، وفي الجهة الجنوبية صفين من الاعمدة تحمل سقفاً يغطي المنطقة المخصصة للصلاة في اوقات هطول المطر.
- في عهد عمر بن الخطاب تمت توسعة المسجد إذ أصبحت ابعاده (98×84) مترا وأصبح له ستة أبواب عوضا عن ثلاثة كم تمت إضافة أعمدة من الخشب.
- ثم جدده الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وزاد فيه، حيث تمت الاستعاضة عن الأعمدة الخشبية بأعمدة من الحجر.
- لما اعتراه الخراب جدده من بعده الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز عندما كان أميراً على المدينة المنورة. وأقام له المئذنة، وذلك في الفـترة من (87/93هـ)، وفي سنة (435) تم وضـع المحراب به.
- وفي عام (555هـ) جدده كمال الدين الأصفهاني.
- جددت عمارته عـدة مرات في الأعوام (671-733-840-881هـ) في زمن الدولة العثمانية .
- وكان آخرها في عـهد السلطان محمود الثاني وابنه السلطان عبد المجيد عام (1245هـ) في زمن الدولة العثمانية.
التوسعة الجديدة
تمت التوسعة الجديدة في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في (28 صفر 1407هـ) – (1986م) من تصميم المعماري المصري عبد الواحد الوكيل استمرت التوسعة لمدة سنتين الذي نفذ المشروع هو شركة بن لادن.
العناصر المعمارية الأساسية في المسجد مستوحاة من المسجد السابق، فقد تم انشاء اساسات المسجد والدور السفي الفرعي بالخرسانة المسلحة، بينما بنيت جميع الجدران والقباب والقناطر من حجارة الطوب القادرة على تحمل الضغط. وكان استخدام الطوب كمواد انشائية حاسما في التصميم، وقد أعطى برودة بالغة من الداخل بسبب خصائصة العازلة للحرارة.