
مشاورات جنيف 2 ، هي مشاورات سياسية عقدت انعقد برعاية الأمم المتحدة في 15ديسمبر 2015م بمدينة بيل السويسرية بين وفد الحكومة اليمنية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي وبين وفد مليشيا الحوثي- صالح الانقلابية.
وتزامن بدء المشاورات مع سريان وقف إطلاق النار في اليمن، وأعلنت الأمم المتحدة أن الهدف من المشاورات هو التوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار والسعي إلى تحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم.
وفد الحكومة اليمنية
وفد الحكومة في المشاورات أكد على لسان نائب رئيس مكتب رئيس الجمهورية د.عبد الله العليمي، على “هدف واحد لا ثاني له وهو تنفيذ استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢١٦ وإنجاز هذا الامر بكل وضوح حتى يغادر شعبنا هذا الوضع المزري الذي خلفته المليشيا الانقلابية من خلال حربها الهمجية والعبثة بحق الوطن والمواطن.
وضم فريق الحكومة نائبي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي والخدمة المدنية والتأمينات عبدالعزيز جباري ، ومستشارو رئيس الجمهورية الدكتور احمد عبيد بن دغر، وياسين مكاوي و،الدكتور محمد موسى العامري ، ووزير الصناعة والتجارة الدكتور محمد السعدي ،ووزير العدل الدكتور خالد عمر باجنيد ، ونهال العولقي.
فيما ضم الفريق الاستشاري كل من نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس الفريق الدكتور عبدالله العليمي ، ووزير حقوق الانسان عزالدين الاصبحي ،ونائب وزير الاشغال الدكتور معين عبدالملك ،وشائع محسن الزنداني.
وفد الانقلابيين
كما رأس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام وهو الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي ، وضم وفد الحوثي- صالح شخصيات من الجناح المتطرف لدى التيارين، أو ما يطلق عليهم الصقور، حيث يضم وفد الانقلابيين الحوثيين مهدي المشاط مدير مكتب زعيم المتمردين، ومحمد عبدالسلام الناطق الرسمي للحوثيين، وحمزة الحوثي ابن عم زعيم الحوثيين ، وعلي العماد، ومحمد البخيتي عضو المجلس السياسي للحوثيين، إضافة إلى ثلاثة مستشارين هم حسن زيد المقرب من زعيم المتمردين، ونايف القانص نائب رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا التابعة للانقلابيين، وحسين زيد بن يحيى الذي يرأس فصيلا في الحراك الجنوبي ويحظى بدعم زعيم الحوثيين.
أما وفد صالح فيضم يحيى دويد (زوج بنت صالح)، وعارف الزوكا الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، وثلاثة أمناء مساعدين لحزب المؤتمر (ياسر العواضي وفائقة السيد وأبو بكر القربي)، وثلاثة مستشارين هم طه الهمداني، وطارق محمد عبدالله صالح (ابن شقيق صالح)، وعبدالعزيز الترب سياسي جنوبي.
انتهاء المشاورات
في 20 ديسمبر 2015م انتهت المشاورات دون تحقيق أي تقدم، عدا ما أعلنه المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أن “الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات السلام جنيف 2 اتفقت على أن يتم عقد مشاورات ثانية في منتصف يناير 2016م، دون تحديد المكان”.
وقال ولد الشيخ في مؤتمر صحفي “اتفقنا على إنشاء لجنة للاتصال والتهدئة تشرف عليها الأمم المتحدة، كما تم الاتفاق على مجموعة تدابير لبناء الثقة تشمل الإفراج عن المعتقلين وضمان استمرار وقف إطلاق النار وأن يتم العمل مع الأطراف اليمنية لإيصال المساعدات الإنسانية”.
واضاف “هناك توافق مبدئي للإفراج عن السجناء والمختفين قسرا ومتأكدون أننا سنسمع أخبار جيدة في هذا الموضوع”، متابعا ” يجب أن تصل المساعدات إلى جميع المناطق اليمنية خصوصا وأن معظم المناطق في اليمن قد تضررت، وهذا السبب الذي استدعى الأمم المتحدة طلب رفع جميع أنواع الحصار عن اليمن”.
ردود الأفعال
قال رئيس وفد الحكومة الشرعية نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية عبد الملك المخلافي إن المفاوضات حققت تقدما ليس كبيرا ولكنه إيجابيا، مشيرا إلى أن الحوثيين التزموا خلال المفاوضات بالإفراج عن المعتقلين.
وأضاف أنه تم الاتفاق على فتح ممرات آمنة للإغاثة ورفع الحصار عن المدن اليمنية وفي مقدمها مدينة تعز نظرا للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكانها تحت الحصار.
كواليس المحادثات
مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، كشف أن ممثلي الرئيس السابق علي عبد الله صالح في مفاوضات جنيف تفاوضوا على خروج آمن له.
وأشار ياسين مكاوي في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن ممثلي صالح في المفاوضات كان هدفهم الأول وقبل نجاح المشاورات تأمين مخرج آمن له من اليمن قبل أي شيء آخر.
وأكد أن مفاوضات سويسرا كشفت أن الحوثيين لم يكونوا مستعدين لتنفيذ أي بند من بنود الاتفاقات السابقة التي انطلقت على أساسها هذه المفاوضات، إنما كان هدفهم الوحيد الحصول على مكسب سياسي بتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في اليمن، مقابل وعود جديدة، بما يتنافى مع روح القرار الأممي 2216.
وأضاف مكاوي أن تحقيق هدف سياسي لهم في سويسرا كان الغاية الحقيقية لحضور الوفد المفاوض الممثل للحوثيين وليس التفاوض على اتفاق شامل في إطار ما جاء به القرار الأممي ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية التي شكلت الإطار العام الذي قامت عليه المفاوضات.
من جهة أخرى، كشف المفاوض اليمني أن الجانب الحكومي اعترض على وجود مستشارين إيرانيين وممثلين لحزب الله ضمن وفد المفاوضين الحوثيين، وأن الجانب الحكومي سجل لدى مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد اعتراضه على هذه الخروقات التي كشفت مدى ارتباط الحوثيين بإيران وحزب الله اللبناني.
المراجع:
1- بدء مشاورات جنيف 2 مع وفد الحكومة والانقلابيين- وكالة سبأ اطلع عليه 2018/2/16م. 2- فريق المشاورات الحكومي يغادر الرياض إلى جنيف-وكالة سبأ-اطلع عليه 2018/2/17م. 3- مشاورات جنيف 2 ركزت على وقف اطلاق النار وفك حصار تعز- صحيفة اليوم اطلع عليه 2018/2/16م. 4- المبعوث الأممي أحرزنا تقدما لكنه ليس كافيا- روسيا اليوم- اطلع عليه 2018/2/16م.