مارس 15, 2020
اخر تعديل : أبريل 1, 2020

معلومات عن إيبلا

معلومات عن إيبلا
بواسطة : اسماعيل الأغبري
Share

إيبلا هي مدينة  سورية قديمة كانت حضارة ومملكة عريقة وقوية، ازدهرت في شمال غرب سورية في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، وبسطت نفوذها على المناطق الواقعة بين هضبة الأناضول شمالاً وشبه جزيرة سيناء جنوباً، ووادي الفرات شرقاً وساحل المتوسط غرباً، وأقامت علاقات تجارية ودبلوماسية وثيقة مع دول المنطقة والممالك السورية ومصر وبلاد الرافدين، كشفت عنها بعثة أثرية إيطالية من جامعة روما يرأسها عالم الآثار باولو ماتييه (بالإيطالية: Paolo Matthiae) كانت تتولى التنقيب في موقع تل مرديخ قرب بلدة سراقب في محافظة إدلب السورية على مسافة نحو 55 كم جنوب غرب مدينة حلب في سوريا.

الموقع

تقع إيبلا (تل مرديخ) جنوب مدينة حلب على بعد خمسين كيلو متراً، وتتألف من تل اهليلجي الشكل يتكون  من مرتفعات يتربع في وسطه الاكربول، وهو ما يطلق عليه اسم الحي المرتفع، ويبلغ أعلى ارتفاع له 13 م، أما المنطقة المحيطة بالاكروبول فلا تكاد ترتفع الى ثلاثة او أربعة أمتار وهي ماتسمى بالمدينة المنخفضة.

حملات الإكتشاف

شرعت البعثة الإيطالية في أعمال تنقيب منظمة منذ عام 1964م في موقع تل مرديخ، ولم يكن أحد يتوقع أن الحفريات في هذا التل ستؤدي إلى الكشف عن حاضرة إحدى أهم ممالك الشرق الأدنى القديم عامة وسورية القديمة خاصة في مدينة إبلا.

إلا أن كشف المحفوظات الملكية في هذا الموقع في عامي 1974 و1975 لم يدع مجالاً للشك في أن إبلا تقوم في موقع تل مرديخ.

الحياة السياسية

ترد في نصوص المحفوظات الملكية أسماء خمسة ملوك حكموا إبلا، ويمكن ترتيبهم على النحو التالي

  • إغريش – خلام Igrish – Khalam
  • إركب – دامو Irkab – Damu
  • أر – إِنّوم Ar – Ennum
  • إبريوم Ebrium
  • إِبِّي زكر
  • Ibbi – Zikir

قصور إيبلا

القصر الشمالي P

له شكل شبه منحرف، وذلك لأن حائطيه الخارجيين الشرقي والغربي قد أقيما فوق حائطي القصر القديم مباشرة، وتبلغ مساحته حوالي 3600م2، وقد بني عام 1800 ق.م.

القصر الملكي E

يعود بناؤه الى الالف الثاني ق.م, ولم يكشف منه سوى جناحه الشمالي فقط، وبلغت مساحته 15000م2. ربما كان مقر اقامة الملك او مقر الادارة المركزية، وربما كان مكاناً للتخزين والعمل للسلع الخاضعة لسيطرة القصر مباشرة.

وقد شيد على الطرف الشمالي من التل المركزي والأكر وبول، ويتوسطه باحة مستطيلة، جدارها الغربي والشمالي أعرض وأقوى من الجدارين الآخرين، وتحيط بها حجرات من الشمال والشرق ورواق من الجنوب، مما يدل على أن القصر كبير ويتألف من بضعة أجنحة كون الحجرتين الواقعتين إلى الشرق من الباحة لا تتصلان بالحجرات التي تليها.

القصر الجنوبي FF

يقع هذا القصر جنوب المدينة المنخفضة، وبني على أساسات القلعة، وامتد على مساحة تقارب 1000م2، وكان مقر قصر المحافظ (شخص رفيع المستوى)، الذي اهتم بطريق مرور القوافل ومبعوث الرسل، وتم العثور فيه على غرف كبيرة تحوي أحواضاً ربما كانت معالف للحيوانات كانت تستخدم كإسطبلات للحيوانات، أو مدابغ للجلود.

المعابد

معبد عشتار أو المعبد D

اشتهرت بلاد الشام في عصر البرونز الوسيط بظهور التمازج الكبير من المعابد، وتم بناء العديد منها في ابلا، كرس المعبد الرئيسي للمدينة للإلهة عشتار، وارتبط بشكل وثيق بالقصر الملكي G، مقر إقامة الملك ومركز الادارة.

معبد رشف B1

يتمتع بمخطط مألوف في بلاد الشام، ومن المحتمل أن يكون مخصصاً للإله رشف إله العالم السفلي والطاعون والحرب, الذي كان نظيرا للإله نرجال في بلاد ما بين النهرين.

وجد في أنقاض هذا المعبد حوض نحت عليه مشهد بارز لوليمة ربانية، لكنهه يضم في وجوهه الأخرى نحتاً بارزاً لأشكال محاربين وهو يشير الى الاجواء المحيطة  بالإله رشف.

إن النصوص المكتشفة في إبلا تطلق على باب المدينة الرابع والحي الرابع اسم باب وحي الاله رشف، والمعبد هذا يقع  فعلا في الحي الرابع المواجه للباب الجنوبي للمدينة.

المعبد B2

يتمتع بمخطط غير منتظم, يعتقد ماتييه أن المعبد هو هيكل الموتى، ويتألف من هيكل كبير في الوسط, وله مصطبة ومدخل محوري منكسر، وتحف بالهيكل الكبير هياكل مربعة ومستطيلة أصغر حجماً. يعتبر هذا الطراز من المعابد مجهولاً في تصنيف المعابد المخصصة للأرباب في بلاد الشام.

حرم عشتار

يقع هذا الحرم في المنطقة المنخفضة (المنطقة P) وهو المعبد الرئيسي الاخر، وفي الحقيقة المعبد الاكبر، وكان جزءا ًمن مجمع كبير للعبادة (منطقة عبادة عشتار) ومكرساً للإلهة العظيمة والراعية للمدينة. ويتألف من هيكل طويل، مفتوح على فضاء واسع.

معبد شمش

يقع هذا المعبد شمال المنطقة المنخفضة وشرق منطقة عبادة عشتار، وهو مكرس لإله الشمس شمش، ويتألف من هيكل طويل ذو تقسيمات خاصة.

وفي جنوب شرق المنطقة المنخفضة، وقي نفس الموقع، تم بناء اثنين من المعابد الواحد تلو الاخر (المنطقة HH) يعود الاول الى العصر السوري القديم, والثاني بني على أنقاض الاول ويعود الى الفترة الكلاسيكية.

المقابر الملكية

ان اعمال التنقيب في القصر الغربي قادت البعثة الى الكشف عن المقبرة الملكية التي يعود تاريخها إلى الفترة الثانية من عصر البرونز الوسيط، تم الكشف عن أربعة مدافن أرضية في المنطقة الوسطى للقصر، وهناك ثلاثة مدافن أخرى يعتقد ماتييه أن لها وظائف جنائزية.

كانت المدافن الملكية الثلاثة الواقعة وسط القصر مؤلفة من الكهوف المتصلة مع بعضها البعض، وتشير المكتشفات الاولية إلى أن مدفن الاميرات (1800ق.م) الواقع في الجنوب هو أقدم المدافن الثلاثة عهداً، ويليه في الاستخدام الجنائزي المدفن الواقع الى الشرق من الاول، وقد أطلق عليه اسم مدفن سيد الماعز (1750ق.م)، أما المدفن الواقع الى الغرب فهو أحدثهما وقد أطلق عليه مدفن الخزانات (1700ق.م).

السور والابواب

إبلا – بوابة دمشق

كانت المدينة محصنة بسور ضخم مصنوع من الحجر واللبن، وكان لهذا السور بوابات ضخمة تحميها الابراج الدفاعية القوية. يعود تاريخ انشاء السور الى مطلع الالف الثاني، وقد صمم على النمط المعروف بالسور السفح، وهو جدار عريض عند قاعدته ويضيق كلما اتجه نحو قمته.

تم الكشف عن البوابة الجنوبية الغربية والمسماة البوابة A وعرفت باسم بوابة دمشق، وهي النموذج الافضل لبوابات مدينة ابلا, وشيدت حسب ما يعرف بعدة أبواب متتالية تحيط بكل واحد منها غرف الحرس، وتتألف البوابة من قسمين رئيسين داخلي وخارجي تفصل بينهما باحة شكلها شبه منحرف.

 إبلا – بوابة حلب

تعرف البوابة الشمالية الغربية ببوابة حلب، وتعرف البوابة الشمالية الشرقية ببوابة الفرات، أما البوابة الجنوبية الشرقية فعرفت ببوابة السهوب حيث تم الكشف عنها مخربة وكانت أغلب حجارتها منهوبة.

التطور والازدهار الحضاري

كانت مملكة إبلا في عصر المحفوظات الملكية مملكة مستقلة مزدهرة يحكمها ملك يحمل لقباً سومرياً يعني «سيد» ويقابله في اللغة الإبلوية لغة إيبلا لقب «ملك» وكان الملك في إبلا رأس الدولة وكان مسؤولاً عن السياسة الداخلية والخارجية ويشرف على هذه الأعمال الإدارية والقضائية، وكان إلى جانب الملك مجلس تذكره النصوص باسم «الآبا» Abbu ويمكن تسميته بمجلس الشيوخ وكانت مهمته مراقبة ممارسات الملك للسلطة. وكان له أثر بارز في إدارة شؤون الدولة كما يظهر من النصوص المختلفة، أما الملكة واسمها Maliktum فكان لها دور مهم في حياة إبلا، ولاسيما الاقتصادية، إذ كانت مصانع الغزل والنسيج بإشرافها وكذلك تنظيم الزراعة وعائداتها، وأهمها الزيتون وزيت الزيتون.

 

كما كان الاعتقاد السائد لدى المؤرخين أن الإمبراطورية الأكادية هي أقدم إمبراطوريات المنطقة ولكن النصوص المكشوفة في إبلا دلت على قيام هذه المملكة القوية قبل الإمبراطورية الأكدية بأكثر من مئة عام. واستفادت إبلا من موقعها الجغرافي في شمال سوريا إذ كانت تمر فيها الطرق التجارية القادمة من الأناضول في الشمال إلى مصر في الجنوب، ومن إيران في الشرق إلى سواحل المتوسط في الغرب، فغدت مملكة ودولة قوية إلى جانب كيش.

 

المراجع :

1-تل مرديخ – إبلا . مقتطفات من تاريخ العالم .روجع بتاريخ 14مارس 2020م
2-إبلا..تاريخ وحضارة عريقة . سوريا اليوم..روجع بتاريخ 14مارس 2020م
3-إيبلا المملكةُ التي غيّرت التاريخَ الإنساني. الوطن ..روجع بتاريخ 14مارس 2020.