نوفمبر 8, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 9, 2018

معلومات عن مدينة الهجرين

معلومات عن مدينة الهجرين
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

 

الهجرين هي مدينة يمنية تاريخية، تقع في بداية وادي دوعن في محافظة حضرموت، تبعد عن مدينة سيئون 100 كم جنوب غربها، لا يتعدى سكان الهجرين 10 آلاف نسمة إلا أن هذا العدد من سكان الهجرين ويغلب أرضها بشجرة السدر، إذ أن النحل يتغذى عليها.

وقد شيدت مدينة الهجرين على مرتفع صخري بالوادي يشرف على الوادي الأيمن و الأيسر. ويبلغ أرتفاع المرتفع الصخري للهجرين بـ 950 متر تقريباً، إذا كانت تعتبر مدينة إستراتيجية في تاريخ اليمن القديم في عهد الدولة الحميرية .

وتعتبر الهجرين من أمنع البلدان الحضرمية وأفضلها تحصينا، ذكرها الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب: الهجران هما مدينتان مقتبلتان في رأس جبل حصين يطلع إليه في منعة من كل جانب يقال لواحدة خيدون وللأخرى دمون، ومنزل كل رجل مطل على ضيعته ، ولهم غيل يصب من سفح الجبل يشربون منه، وزروع هذه القرى النخيل والذرة والبر.

وقد ذكر المدينة امرؤ القيس في قصائده منها وهو يقول:

دمون إنا معشر يمانيون

وإنا لأهلنا محبون.

نشاط سكان الهجرين

ولأهل الهجرين إهتمام وشغف كبير بالزراعة حيث كانت تعد من عمود اقتصاديات السكان والاعتماد عليها في تلبية احتياجاتهم من الغداء وتربية المواشي ، ومصدر الرزق الذي يعولون عليه، ولهذا كان سكان الهجرين ومواشيهم في حركة مستمرة طول العام.

ومع كثرة المساحات الأراضي الزراعية في الهجرين ووفرة أحواض النخيل ، إلا أنه قل أن تجد مالكا للحيازات الواسعة والكبيرة ، فالقطعة الواحدة من الأرض تكون مشتركة بين عدة ملاك وموزعة في نظام مساحي معروف في الاصطلاح الحضرمي ب ( المطيرة ) وتجمع ب المُطر ، والمطيرة عبارة عن أربعة (فَر) والفر في الاصطلاح الحضرمي مقاس متعارف عليه وهو عبارة عن سبعة أذرع.

وكانت مزروعاتهم من النخيل وقد أهتم الناس بالنخيل وزراعة الأصناف التي توفر التمر الجيد ، وبجانب ذلك تزرع الذرة والسمسم وبعض الخضروات والقطن ، وكانوا في الماضي يعتمدون على الحيوانات في وسائل الحرث والزراعة ، أما في الوقت الراهن فقد لجأ السكان نحو الآلة ووسائل الحراثة الميكانيكية (الجسامات ) .وأصبح استخدام الحيوانات منحصرا في الأماكن التي تصعب على الآلة (الجسامة ) الدخول إليها .

التعليم الديني

عرفت الهجرين التعليم الديني، عن طريق زوايا الشيوخ وفي المساجد وفي الكتاتيب (العلمه ) ، وقد لعبت الزوايا الخاصة بالشيوخ دورا مهما في التعليم الديني في الهجرين ، ومن أشهر هذه الزوايا (زاوية الشيخ أحمد بالوعار بن عفيف الهجراني المتوفى سنة 632هـ )، ومن هذه الزوايا و الكتاتيب تلقى جلّ مشائخ وعلماء الهجرين مباديء علوم قراءة القرآن والفقه وعلوم اللغة العربية والحديث ، وكما وصف بعض من مشائخ آل باعباد حضرموت في عصره فقال : ) كان في تريم ثلاثمائة مفتي ، والصف الأول من جامعها كلهم فقهاء ، يعني بالمجتهدين في المذهب . وفي شبام ستين مفتي وقاضي شافعي وقاضي حنفي ، وفي الهجرين نحو من ذلك.

من أعلام وفقهاء الهجرين

الهجرين من أهم المدن الحضرمية التي أنجبت علماء أجلاء وفقهاء وخطباء فقهاء أعلام ورموز من الصالحين والزهاد الورعين ، وكثير من ابناءها تولى شؤون القضاء في حضرموت وعدن.

فمن الهجرين الفقيه المحدث عبدالله بن نعمان والفقهاء بنو عقبة والفقيه حماد والفقيه سعيد بابصيل والشيخ العابد أحمد بن سعيد بن عفيف الملقب ب (الوعار) وتوفى في القرن السابع الهجري ، والشيخ الزاهد الورع عبدلله بن عمر باكزبور ، وذكرت مصادر التاريخ الحضرمي بأن من بني عقبة الهجرانيين ينتسب الشاعر علي بن عقبة الذي عاش في القرن السابع الهجري وهو صاحب القصيدة المشهورة في الأدب الحضرمي والذي يقول في مطلعها :

أصبرت نفس السوء أم لم تصبري …… بيني ومن تهوين يوم المحشر.