أكتوبر 22, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 26, 2018

معنى القليس

معنى القليس
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

القليس ، هي كنيسة ابرهة الأشرم بنيت داخل مدينة صنعاء القديمة وتقع غربي قصر السلاح في حارة غرقة القليس حيث يوجد فيها صرحة واسعة حفر في وسطها غرقة القليس، والقليس معناها الكنيسة ، وهي المقابل العربي للفظة اللاتينية ” ايكليسيا “، والبعض يعيد القليس لارتفاع بنيانها وعلوها ومنه القلائس لأنها في أعلى الرؤوس .

غزو الأحباش

بعد أن تمكن الأحباش من هزيمة آخر ملوك الدولة الحميرية ” يوسف اسأر يثأر ” حوالي  ” 523 – 525 ميلادية ” ، اتخذوا صنعاء عاصمة لليمن. وباشر ” إبرهة بن الصباح الحبشي ” بناء الكنسية القليس التي أراد أن يصرف العرب إلى عبادتها بدلاً من الكعبة في مكة المكرمة.

استخدم أسطورة تقول أن المسيح سيعود إلى صنعاء وسيصلي في مكان ما فيها لتبرير بناء الكنيسة على نفس مستوى الكنائس المشهورة التي يُحج إليها مثل كنيسة قبر المسيح في القدس التي بنيت خلال الفترة ” 328 – 336 ميلادية ” ، كنيسة الميلاد التي بنيت في بيت لحم سنة ” 333 ميلادية “.

ووفقاً لدراسة أسلوب بناء أعمدة وتيجان أعمدة كنيسة القليس هناك احتمال قوي بأن أسلوب البناء جاء من أسلوب بناء كنيسة مدينة ظفار التي شيدت ضمن عدد من الكنائس في اليمن خلال ” القرن الرابع الميلادي ” في نجران وبخاصة في ظفار في سنة ” 354 ميلادية ” .

بناء القليس

وصفها السيد ” صارم الدين بن إبراهيم الوزير ” المتوفى سنة ” 924 ميلادية ” ، فقال ما خلاصته : ” القليس كنيسة ” إبرهة الحبشي ” سميت بذلك لارتفاع بنائها ، وكان إبرهة قد حاول إذلال أهل اليمن وإخضاعهم فلما عزم على عمارة هذه الكنيسة أمرهم بنقل ما في قصر بلقيس من أحجار منقوشة بالذهب والفضة ورخام فجزع ، ثم جد في بنيان الكنيسة ، وجعلها مربعة وبناها بتلك الحجارة منقوشة لا تدخل الإبرة في أطيانها وجعلها ملونة

أمَّا ” ياقوت الحموي ”  فقال في وصفها : ” بأنها الكنيسة التي بناها ” إبرهة بن الصباح الحبشي “، وقد كتب على بابها بخط المسند ” بنيت هذا لك من مالك ليذكر فيه اسمك وأنا عبدك ” ، وكان من موضع هذه الكنيسة على فراسخ ، وكان فيها بقايا من آثار ملكهم فاستعان بذلك على ما أراده من بناء هذه الكنيسة وبهجتها وبهائها ، ونصب فيها صلباناً من الذهب والفضة ومنابر من العاج الآبنوس ” وكان أراد أن يرفع في بنيانها حتى يشرف منها على عدن “.

أصحاب الفيل

ولما استتم ” إبرهة ” بنيان القليس كتب إلى ” النجاشي ” أنا قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ولست بمنة حتى أصرف إليها حج العرب ، فلما تحدث الناس بكتاب ” إبرهة ” الذي أرسله إلى ” النجاشي ” غضب رجل من بني ”  فقيم من عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ” ، فخرج حتى أتى القليس وقعد فيها يعني أحدث وأطلى صيطانها ثم خرج حتى لحق بأرضه ، فأخبر ” إبرهة  ” فقال : من صنع هذا ؟ فقيل  له : هذا فعل رجل من أهل البيت الذي يحج إليه العرب بمكة لما سمع قولك اصرف إليها حج العرب غضب فجأة فقعد فيها أي إنها ليست لذلك بأهل ، فغضب ” إبرهة ” وحلف ليسيرن حتى يهدمه وأمر الحبشة بالتجهيز فتهيأت وخرج ومعه الفيل فكانت قصة الفيل المذكورة في القرآن العظيم.

تمزق الحبشة

لما هلك ابرهة الأشرم ومزقت الحبشة كل ممزق وأقفر ما حول هذه الكنيسة ، ولم يعمرها أحد كثرت حولها السباع والحيات ، وكان كل من أراد أن يأخذ منها أصابته الجن فبقيت من ذلك العهد بما فيها من العدد والآلات من الذهب والفضة ذات القيمة الوافرة والقناطير مـن المال لا يستطيع أحد أن يأخذ منه شيئاً إلى زمان أبي العباس السفاح فذكر له أمرها فبعث إليها خاله ” الربيع بن زياد الحارثي ” عامله على اليمن وأصحبه رجالاً من أهل الحزم والجلد حتى استخرج ما كان فيها من الآلات والأموال وخربها حتى عفا رسمها وانقطع خبرها .