يوليو 27, 2019
اخر تعديل : يوليو 27, 2019

مملكة تدمر القديمة

مملكة تدمر القديمة
بواسطة : Salah Hasan
Share

مملكة تدمر إحدى الممالك  العربية القديمة التي اتخذت من بلاد الشام (سوريا) نطاقاً جغرافياً لحكمها، سكنها الإنسان القديم في العصر الحجري منذ حوالي (75000) سنة مضت، برز اسمها لأول مرة حوالي (1800) ق.م في نقوش (نغلات فلازر)، التي دوُّن فيها أخبار الحملات ضد العمورييون عام (1100) ق.م، وخلال الاكتشافات في مدينة (كول تبه) في (كبادوكيا) بالأناضول ورد اسم أحد التدمريين في (بوزور عشتار) في رقيم آشوري يعود تاريخه إلى القرن (19) ق.م، إضافة لذكرها في حوليات الملك الآشوري (تيغللات بلاصر) في القرن ( 13 ق.م).

التسمية

وكان السوريون قديماً يطلقون على مدينة تدمر الواقعة وسط البادية السورية لفظ ( تادا مورا)، فيما ذكرت بالسجلات اليونانية القديمة باسم ( بالميرا) وهو ما يعني في اللغة اللاتينية (النخيل). كما أطلق عليها الإسكندر الأكبر عندما أستولى على المدينة ( نخيل) كونها كانت تتمتع بغابات من النخيل، وفي اللغة العبرية القديمة معناها ( تأمار) إي ما يعني (النخيل).

السكان

يعود الإستيطان البشري الأول في مدينة تدمر إلى العصور الحجرية القديمة، وكان غالبية سكان المدينة من القبائل العربية القديمة، التي أخذت تستولي على المناطق الخصبة الواقعة في شرق أرض المستوطنات الكنعانية، بعد سقوط الأمبراطورية البابلية التي كانت في بلاد ما بين النهرين في ( العراق).

وينسب الأخبارية العرب قديمة مدينة تدمر في بناءها إلى (النبي سليمان) فيما البعض الآخر يعيدها إلى (بنت حسان بن سميدع) الذي يعود نسبه إلى سام بن نوح.

المراحل التاريخية

عاصرت (تدمر) ومحيطها العديد من الحقب التاريخية القديمة خلال العصور الحجرية والحجرية الحديثة وعصور الشرق القديم من فترات الممالك البابلية والأمورية والآرامية والهلنستية وفترات المستعمرات الرومانية والبيزنطية حتى عصر وتاريخ الحضارات العربية الإسلامية.

وخلال أيام المملكة (السلوقية) كانت مدينة مزدهرة استندت على حكمها من قبل الإمارات العربية، وإثناء الفترة الحقبة الرومانية صارت تدفع لها الجزية، وفي القرن الأول الميلادي أسس فيها الإمبراطور الروماني تراجان (98-117 م) فرقة نظامية تدمرية لتساعد الجيش الروماني، وأقام أول حامية رومانية في تدمر.

وفي العام ( 129) منحها الإمبراطور الروماني هادريان لقب المدينة الحرة، مما جعلها تقوم بفرض وجباية الضرائب الخاصة بها وبإدارة حكمها الذتي، حتى غدت في العصر البيزنطي مقراً للأسقفية، وأسقفها هو (ماران)، كما أصبحت معابدها، بعل وبعل شمين واللات كنائس مسيحية.

وبعد ظهور الديانة الإسلامية وبدء موجة الفتوحات الإسلامية تمكن المسلمون من دخولها صلحاً على يد القائد خالد بن الوليد خلال العام ( 634)م، وازدادت أهميتها في العهد الأموي، لوجودها بين قصري الحير الشرقي والحير الغربي اللذين بناهما هشام بن عبد الملك في عامي (727-728)م ، فيما أهملت خلال العهد العباسي، وأصابتها الزلازل في القرن العاشر الميلادي، غير إن الأيوبيين واثناء العهد المملوكي أعيد ترميم قلعتها التي صارت قلعة فخر الدين المعني الثاني، وكذلك جدران معبد بل، وتحول الهيكل إلى مسجد. وحينما دخلها تيمورلنك في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، هدمها ووضع نهاية لأهميتها وتجارتها وغدت مهملة ومهجورة أثناء فترة الاستعمار العثماني.

أشهر المعابد

يوجد في تدمر العديد من المعابد التي بنيت بشكل هندسي غاية في الجمال ومن ابرز تلك المعابد ( معبد بل) والذي يعد اهم معابد المدينة وهو معبد رب الأرباب مثل: (زيوس اليوناني وجوبيتر الروماني، كما كرس للإلهتين يرحبو) رب الشمس(وعكليبول) رب القمر وهذا المعبد بني في العام (23) واكتمل بناءه في القرن الثاني الميلادي، ومعبد ( نبو) الواقع غرب قوس النصر ومعبد( بعل شمين) ومعبد ( اللات) ومعبد ( بلحمون ومناة).

ملوك تدمر

  • حيران الأول: تولى حكم مدينة تدمر حوالي في العام ( 200) ميلادي، وأستطاع تزعم قبائل الرحل في المناطق المجاورة لمملكة تدمر، وتمكن خلال فترة حكمة من جني ثروة كبيرة، من خلال تقديم حماية القوافل والتجارة والمسافرين اثناء العبور خلال الصحراء بين سوريا والعراق.
  •  أذينة الأول :كان رجلا طموحاً لم يرضه لقب عضو في مجلس الشيوخ روما التي كانت تسيطر حينها على تدمر، وفكر في أخذ لقب له أرفع شأناً وهو لقب ملك اثناء توليه الحكم في العام (250) وتمكن من حشد الناس من حوله، غير إن روما شعرت بخطره وسرعان ما تخلصت منه.
  • حيران الثاني: تولى الحكم بعد بعد والده أذينه وكان يحمل لقباً رومانياً (عضو مجلس الشيوخ) حتى العام ( 258)م.
  • أذينه الثاني: وتصفه الكتيبات القديمه بأنه كان فارساً شجاعاً عاش حياة البداوة وكان قبل تولية الحكم قائدا للجيش والقوافل ورئاسة قبائل البادية، ومنحته روما لقب (قنصل) وتولى الحكم منذ العام ( 258 وحتى 266) م.
  • وهب اللات: انتقل إليه الحكم بعد مقتل والده الملك أذينه الذي كانت أخبار مقتله غامضة، غير إن والدته هي من مارسة السلطة السياسية كونه غير مؤهل وقاصر وكانت فترة حكمة منذ العام ( 268 وحتى 273).

الملكة زنوبيا

زنوبيا وهو اللفظ اليوناني لهذه الملكة، في حين إن اسمها كان (بت زباى) ومعناه ابنة العطية، واسمها عند العرب كان ( نائلة بنت عمر بن الظرب بن حسان)، وتميزت الملكة زنوبيا أثناء فترة حكمة والتي تعد الأبرز بين ملوك الأمبراطورية التدمرية، بأنها كانت تتحدث العديد من اللغات (الآرامية والقبطية وبعض اللأتينية واليونانية) وكانت فترة حكمها هي فترات ابنها وهب اللات، وأظهرت مقدرة فائقة في إدارة شئون الملك، فخاف منها الرومان.

وأرسل الرومان جيشاً كبيرا لتدمير الملكة زنوبيا وامبراطوريتها، غير انها تمكنت بجيشها من هزيمة الجيش الروماني وقتل قائدة (هرقليانوس) في ساحة المعركة بين الجيشين، حتى عام ( 274) عندما تمكن الرومان من السيطرة على تدمر واخذوا الملكة زنوبيا وأولادة إلى روما وقضت ما تبقى من سنوات عمره في منزل خصص لها في (تيبور).

 

المراجع:

1ـ تاريخ العرب قبل الإسلام.كتاب. عبد الحميد حسين حمودة.
2ـ تدمر بلميرا. المديرية العامة للآثار والمتاحف-سوريا. روجع بتاريخ 25 يوليو 2019.