سبتمبر 18, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 24, 2018

مملكة كندة اليمنية

مملكة كندة اليمنية
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

مملكة كِندّة، ( 200ق.م – 633م) هي مملكة عربية قديمة قامت في وسط الجزيرة العربية ملوكها من قبيلة كندة وانتزعت ملك دومة الجندل والبحرين من المناذرة في العصر الجاهلي.

يعود ذكرها إلى القرن الثاني ق.م على أقل تقدير ولعبت دورا مفصليا عبر تاريخ اليمن القديم. كانت مملكة دمية تابعة لمملكة سبأ ومن ثم مملكة حِميَّر عكس الممالك اليمنية القديمة كان ملوك كندة أشبه بالمشايخ ويتمتعون بهيبة شخصية بين القبائل أكثر من كونهم حكومة وسلطة مستقرة كانوا أشبه باتحاد فيدرالي يجمع قبائل بدوية عديدة تترأسه أسر من قبيلة كندة.

تاريخ كِندة

معرفة الباحثين ضئيلة عن قرية كاهل أو قرية الفاو وحسب التنقيبات الأثرية، فإن تاريخ القرية يعود إلى القرن الرابع ق.م عرفت قرية الفاو باسم “قرية كاهل” وكاهل هو أكبر آلهة كندة ومذحج أقدم النصوص اكتشفت في مأرب في كتابة دونها ملك مملكة سبأ شاعر أوتر أواخر القرن الثاني ق.م أو بدايات الأول يشير فيها إلى معاركه لإخماد عدد من حركات التمرد شملت إحداها مكان أسماه “قرية ذات كاهل” وملكها “ربيعة آل ثور” تشير نصوص المسند إلى كندة ومذحج بأعراب سبأ وغالبا ما كانت القبيلتان تذكران معاً إذ اكتشفت نصوص سبئية في معبد برأن بمأرب أو محرم بلقيس، تشير إلى قبائل سبأ بعبارة “سبأ وأشعبهمو” وتعني سبأ وقبائلهم وتعقب بقبائل حاشد وبكيل وغيرهم وغيرها بينما كندة ومذحج لم يكونوا من ضمن هولاء “الأشعب” بل كانت عبارة “سبأ وأعربهمو” وتعني سبأ وأعرابهم تسبق القبيلتان دائما.

أقام “آل ثور” مملكة مدينة في قرية الفاو وأسموها “قرية كاهل” (قريتم كهلن أو كهلم في نصوص المسند) تيمناَ بأكبر آلهتهم وكانوا جزءا من سياسة توسع سبئية لحماية القوافل الخارجة من اليمن نحو العراق وفارس كانت محطة تجارية لإستراحة القوافل.

جل معارف الباحثين عن كِندة نابع من كتب التراث العربية والبسيط الذي أُكتشف عنهم في قرية الفاو وفي مأرب أظهر تاريخاً مغايرا لما هو مدون عنهم في تلك الكتب ولعل مزيداً من التنقيبات الجدية سيساعد في فهم دورهم التاريخي بشكل أكثر وضوحا وتعرض تاريخهم للأهواء والتحزبات. إلا أن ما يمكن استخلاصه عنهم من كتابات أهل الأخبار هو أن حكمهم كان متقطعاً يعتمد على قسوة ملوك كندة فالقبائل البدوية ما إن ترى أول بادرة ضعف من الملوك حتى تنتفض ثائرة أو تطلب دعماً من الممالك المجاورة ولم يكونوا يجدون حرجاً في ذلك.

قبائل كِنْدة

من الناحية التاريخية تنقسم كندة لثلاث أقسام رئيسية هم بنو معاوية الأكرمين، السكون والسكاسك. نصوص خط المسند لم تشر إلى أيهم بهذه الأسماء إذ وصفت الملوك ب”آل ثور” والأقسام المتواجدة في اليمن (السكون والسكاسك) بلفظة “كندت” مجردة والنصوص المتوفرة حالياً بخط المسند لا تكفي لتكوين صورة متكاملة عن أسر كندة أو تفريقها عن أسر مذحج فكتابات الإخباريين على علاتها هي المصدر الوحيد لمعرفة أقسام كندة وقبائلها بكثير من التفصيل. كثير من كندة انصهر مع الشعوب في الأمصار عقب الفتوحات الإسلامية ويتواجدون في اليمن وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والعراق والأردن.

العمارة والفن

الحديث عن العمارة والفن يعني الحديث عن قرية الفاو فلا يُعرف شيء عن مناطق استقرارهم الأخرى مثل “غمر ذي كندة” وجبل صريف. أول من قام بزيارة القرية كان المستشرق الإنجليزي جون فيلبي والذي سمع عن بدوي في محافظة السليل أن هناك “خرائب وأطلال في الفاو” إن كان مهتماً وذلك عام 1918لم يتسنى لفيلبي زيارتها إلى عام 1948، حيث قام ومجموعة من الأمريكيين العاملين بشركة أرامكو بزيارة الموقع ودونوا ما وجدوه ونشروه في مجلات علمية باللغة الفرنسية.

في عام 1952 عاد فيلبي من جديد ليكمل ما بدأه وقام بنسخ النقوش ودراستها وذكروا في تعليقاتهم أن وسط الجزيرة العربية كان آخر مكان توقعوا أن يجدوا فيه ما وصفوه بال”تقاليد البنائية” ملمحين لوجود أطلال لمنازل ثابتة في منطقة عُرف عن قاطنيها سُكن الخيام الطراز المعماري والثقافة بشكل عام كانت متأثرة كثيرا ومرتبطة بممالك اليمن القديم، غالب البيوت مكون من طابقين ووجدت رسومات جدارية تشير لأشكالها ويبلغ ارتفاع جدرانها قرابة المتران أما سوق المدينة فكان مسوراً ويصل عدد الطوابق المحيطة به إلى سبعة طوابق وكان قصر الملك يقع لجانب معبد القرية.