
أحمد مستجير مصطفى، عالم أحياء مصري، ولد في ديسمبر (1934م) بمحافظة الدقهلية شمال جمهورية مصر العربية، وهو أحد رجالات علم الهندسة الوراثية، وكان يرى أن التقنية الحيوية (Biotechnology) من الممكن أن تستخدم لإسعاد الفقراء، وحل مشكلاتهم الاقتصادية، باستخدامها يمكن إنتاج نبات مقاوم للأمراض أو مقاوم للملوحة أو متميز بمحصول وفير، فالبشر – من وجهة نظره- يعتمدون في غذائهم على القمح والأرز، ومن هنا بدأ د. مستجير يفكر في استنباط سلالات من القمح والأرز تتحمل الملوحة والجفاف من خلال التهجين الخضري مع الغاب وذلك بعد أن لاحظ في إحدى سفرياته على الطريق الصحراوي المؤدي إلى الإسكندرية كثافة الغاب والبوص في الملاحات ونموه برغم نسبة الملح المرتفعة.
حصل د. أحمد مستجير على بكالوريوس الزراعة من جامعة القاهرة عام (1945م) ثم ماجستير في تربية الدواجن عام (1958م) ودبلوم وراثة الحيوان عام (1961م) من جامعة أدنبره بإنجلترا وحصل على الدكتوراه من نفس الجامعة في وراثة العشائر عام (1963).
المناصب والمسؤوليات
عمل الدكتور أحمد مستجير مدرسا بكلية الزراعة جامعة القاهرة عام (1946م) ثم أستاذا مساعدا عام (1971م) ثم أستاذا عام (1974م) ثم عميدا للكلية من عام (1986م) وحتى عام (1995م) وأصبح متفرغا لها وكان مستجير عضوا للكثير من الهيئات والجمعيات العلمية والثقافية منها: مجمع الخالدين، والجمعية المصرية للعلوم الوراثية، واتحاد الكتاب، ولجنة المعجم العربي الزراعي، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضو الجمعية المصرية لعلوم الإنتاج الحيواني، وعضو المجمع العلمي المصري وغيرها.
مؤلفاته
وللدكتور أحمد مستجير العديد من المؤلفات والكتب في الهندسة الوراثية منها:
- مقدمة في علم تربية الحيوان.
- دراسة في الانتخاب الوراثي في ماشية اللبن.
- في التحسين الوراثي لحيوانات المزرعة.
- في النواحي التطبيقية في تحسين الحيوان والدواجن.
- المشاكل الفلسفية للعلوم النووية.
- الربيع الصامت.
- صراع العلم والمجتمع.
- صناعة الحياة.
- التطور الحضاري الإنساني وطبيعة الحياة.
- البذور الكونية، وهندسة الحياة.
- لغة الجينات، والشفرة الوراثية للإنسان.
- الجينات والشعوب واللغات.
في الأدب
إلى جانب نبوغه في العلم نبغ أيضا د. مستجير في مجال الأدب فمنذ صغره وهو مولع بالشعر وقد قال في هذا الصدد ” في جوف كل عالم شاعر هو الذي يأخذه إلى طريق الأحلام والأوهام ليخلق منها علماً حقاً، لا علم بلا خيال، ولا شعر بلا خيال، وشطحات الشاعر هي نفسها شطحات العالم”.
وقد أصدر ديوانين هما:
- عزف ناي قديم.
- هل ترجع أسراب البط؟.
أما في الأدب فمن أبرز جهوده كتاباته في عروض الشعر العربي وإيقاعاته الموسيقية ومنها كتابة: “مدخل رياضي إلي عروض الشعر العربي وإيقاعاته”، الذي قدم فيه رؤية مختلفة في الموسيقى والشعر، من شأنها أن تبسط أمره لكل من يود معرفته، عوضا عن الطريقة التقليدية التي تعتمد على التفعيلات والتي تقوم على الذوق بصفة أساسية.
الجوائز
أما عن أهم الجوائز التي حصل عليها فمنها:
- جائزة الدولة التشجيعية للعلوم والزراعة عام 1974م.
- وسام في العلوم والفنون التطبيقية الأولى عام 1974م.
- جائزة أفضل كتاب علمي مترجم عام 1993م.
- وجائزة الإبداع العلمي عام 1995م.
- جائزة أفضل كتاب علمي عام 1996م.
- جائزة الدولة التقديرية لعلوم الزراعة عام 1996م.
- جائزة أفضل كتاب علمي لعام 1999م.
- جائزة أفضل عمل ثقافي عام 2000م.
- جائزة مبارك في العلوم والتكنولوجيا المتقدمة لعام 2001م.
من أقواله
يقول في كتابه [في بحور العلم] (الجزء الثاني)، ط2، 2009م، ص:71-72 :
- ثمة ارتباط بين إفراز الملح ” كلوريد الصوديوم” والبكاء العاطفي، وإن كانت نسبة الملح في الدمع تقل عن نسبته في الدم، لكنك إذا بكيت طويلا، زاد تركيز الملح في الدمع حتى ليحرق. أما ترى شكسبير في “الملك لير” يعبر عن الحزن العميق بقوله: “دموعي تحرق، مثل رصاص مصهور”.
- “أنا في الحق موزع بين شاطئين كلاهما خصب وثري، أجلس على شاطئ وأستعذب التأمل في الآخر.. وأعرف أن الفن أنا، والعلم نحن، ذبت في الـ نحن وأحن إلى الأنا، وأعرف أن الفن هو القلق وأن العلم هو الطمأنينة؛ فأنا مطمئن أرنو إلى القلق”.
وفاته
وقد توفي الدكتور أحمد مستجير بعد مسيرة حافلة بالعطاء في أحد مستشفيات فيينا بالنمسا في (16 أغسطس 2006) عن عمر يناهز 72 عاما بعد إصابته بجلطة.