ابن سينا أو أمير الأطباء، هو على الحسين بن عبد الله بن الحسن بن على بن سينا، عالم وطبيب مسلم من بخارى، عاش في العصر العباسي، عُرف بعدة ألقاب فهو حجّة الحق، وشرف الملك، والشيخ الرّئيس الحكيم، والدّستور، من أشهر أعماله كتاب القانون في الطب الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب.

الميلاد والنشأة

ولد ابن سينا فى قرية أفشنة بالقرب من بخارى (فى أوزبكستان حاليًا) من أب من مدينة بلخ (فى أفغانستان حاليًا)، وأم قروية. والده كان حاكماً لإحدى قرى بخارى، في عهد السلطان البخاري نوح بن منصور، حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره، ثم درس علوم الطب وهو في الثالثة عشر من عمره، لفترة ثلاث سنوات تمكن من علاج السلطان نوح بن منصور، ثم سمح له السلطان بالدخول إلى المكتبة الملكية، وقرأ آلاف الكتب في المكتبة في علم الطب والكثير من العلوم الأخرى. معلم ابن سينا علوم الفلسفة والمنطق هو أبو عبد الله النائلي.

حياته

حين بلغ العشرين من عمره توفي والده، فرحل ابن سينا إلى جرجان، وأقام بها مدة، وألف كتابه (القانون في الطب)، ولكنه ما لبث أن رحل إلى (همذان) فحقق شهرة كبيرة، وصار وزيرا للأمير (شمس الدين البويهي)، إلا أنه لم يطل به المقام بها؛ إذ رحل إلى (أصفهان) وحظي برعاية أميرها (علاء الدولة)، وظل بها حتى خرج من الأمير علاء الدولة في إحدى حملاته إلى همذان؛ حيث وافته المنية بها في (رمضان 428 هـ- يونيو 1037م).

إنجازات ابن سينا

استطاع ابن سينا أن يقدّم للإنسانيّة في مجال الطبّ أعظم الخدمات نتيجة ما توصل إليه من كشف العديد من الأمراض الّتي كانت ومازالت منتشرة إلى الآن وكذلك في له إنجازات في علم الفلك:

•  أوّل من كشف عن طفيل ” الإنكلستوما” وسمّاها الدودة المستديرة.
•  أوّل من وصف الالتهاب السّحائيّ.
•  أوّل من فرّق بين الشّلل النّاجم عن سبب داخليّ في الدّماغ والشّلل النّاتج عن سبب خارجيّ، ووصف السّكتة الدّماغيّة النّاتجة عن كثرة الدم، وبذلك خالف ما كان قد استقرّ عليه أساطير الطبّ اليونانيّ القديم.
•  أوّل من كشف عن طرق العدوى لبعض الأمراض المعدية كالحصبة والجدري. وأوضح أنّها تنتقل عن طريق بعض الكائنات الحيّة في الجو والماء. كما درس الاضطرابات العصبيّة والعوامل النّفسيّة والعقليّة كالخوف والقلق والحزن والفرح وغيرها، وأشار إلى أنّ لها تأثيرًا كبيرًا عن طريق التّحليل الّنفسيّ. وكان يلجأ أحيانًا إلى الأساليب النّفسيّة في معالجة مرضاه.
• أستطاع أن يرصد مرور كوكب الزهرة عبر دائرة قرص الشمس بالعين المجردة، وهو ما توصل إليه لاحقاً عالم الفلك الانكليزي (جيرميا روكس) في القرن السابع عشر.
• ابتكر جهازاً لرصد إحداثيات النجوم، وعمل في مجال الرصد، وعلم البيئة وألف عدة كتب في هذا المجال منها: كتاب الأرصاد الكلية، و رسالة الآلة الرصدية و الأجرام السماوية، وكتاب كيفية الرصد ومطابقته للعلم الطبيعي، و كتاب إبطال أحكام النجوم.
• عمل رجل قانون في جورجانج، وكان في خوارزم، ثم أصبح مدرسًا في جورغان ألف ابن سينا نحو (450) كتابًا، نجا منها إلى يومنا هذا نحو (240) فقط. من بين تلك الأعمال المتبقية، (150) في مجال الفلسفة و40 فقط في الطب، قسم الرياضيات إلى أربعة فروع، الهندسة، وعلم الفلك، والحساب، والموسيقى، ثم قسم كل من هذه المواضيع.

مؤلفاته

اشتغل ابن سينا بالرصد، وتعمق في علم الهيئة، ووضع في خلل الرصد آلات لم يُسبق إليها، وله في ذلك عدد من المؤلفات القيمة، مثل:

1. كتاب الأرصاد الكلية.
2. رسالة الآلة الرصدية.
3. كتاب الأجرام السماوية.
4. كتاب في كيفية الرصد ومطابقته للعلم الطبيعي.
5. مقالة في هيئة الأرض من السماء وكونها في الوسط.
6. كتاب إبطال أحكام النجوم.

وفاته

توفي ابن سينا مسموماً في عام (1037م) وتوفي أثناء سفره إلى همدان على الرغم من محاولته في استخدام مهاراته الطبية لإنقاذ نفسه ولكن بلا فائدة.

المراجع:

1- ابن سينا المعلم الثالث. إسلام أون لاين. روجع بتاريخ 8 فبراير 2020.
2-تعرف على "أمير الأطباء" ابن سينا الذي يحتفل به محرك البحث غوغل سنوياً. BBC. روجع بتاريخ 2 يناير2020م.
3-ابن سينا.. تعرف على أسباب تكفير الشيخ الرئيس اليوم السابع. روجع بتاريخ 2 يناير2020م.