
الأسود العنسي هو رجل من أهل اليمن من قبيلة مذحج، أسلم لكنه ارتد، في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم، بل ادعى النبوة. اسمه عَبْهَلة بن كعب، ولقبه ذو الخمار وكان كاهنا، مشعوذاً ويريهم الأعاجيب، اعترض على تسليم الزكاة وواجه معارضةً من قِبَل بعض زعماء القبائل، وقد تحرك في منطقة حِمْيَر.
التمرد العسكري للأسود العنسي
بدأ المسلمون يُنظِّمون شئون ولاياتهم ويجمعون الصدقات لتسليمها للخليفة أبو بكر، فاعترض الأسود العنسي، وأمر أن يردُّوا ما بأيديهم فهو أولى به وقال:”أيُّها المتورِّدون علينا أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا ووفِّروا ما جمعتم؛ فنحن أولى به، وأنتم ما أنتم عليه” وكان خطوته هذه هي أول فتنة عرفها التاريخ الإسلامي قبل موت رسول الله.
خرج إلى نجران بجيشه وبعد عشر أيام سيطر على نجران وتوجه إلى صنعاء بسبعمائة فارس، وفي صنعاء وججه شهر بن باذان الفارسي، فدار بينهم قتال ، فتمكن منه الأسود من قتله، وبذلك استطاع السيطرة على صنعاء بعد (25) يوما من خروجه إليها ، ثم فر معاذ بن جبل واصطحب أبي موسى الأشعري وتوجها إلى حضر موت واحتميا بالطَّاهر، ورجع عمر بن حرام وخالد بن سعيد بن العاص إلى المدينة، وتمكن الأسود العنسي من حكم اليمن شهرا.
ادعاء النبوءة
ادعى الأسود العنسي النبوة، بعدما مرض رسول الله بعد حجة الوداع وقد سمى نفسه (رحمان اليمن) و (رحمان اليمامة)، ولم يذكر أنه أنكر نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، وكان يدعي أن ملكين يأتيانه بالوحي وهما: سحيق وشقيق -أو شريق.
أتباع الأسود العنسي
بدأ الأسود العنسي بجمع المقربين له خفية من أبناء قبيلته وهم (عنس)، ورأسل لزعماء قبيلة (مَذحِج) فتبعه البعض، وعمل على نشر الفتنة هناك ثم كاتبه الحارث بن كعب من أهل نجران وهم يومئذ -مسلمون- فطلبوا منه أن يأتيهم في بلادهم فجاءهم فاتبعوه لكونهم لم يسلموا رغبة، وتبعه أناس من (زبيد) و(أود) (مَسْلِيَة)، و(حكم بنى سعد العشيرة)، وقوت شوكته بعد انضمام عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وقيس بن مكشوح المرادي، وولى مذحج عمرو بن معدي كرب، وأسند أمر الجند إلى قيس بن عبد يغوث، وأسند أمر الأبناء إلى فيروز الديلمي وداذويه وتزوج بامرأة شهر بن باذام وهي ابنة عم فيروز الديلمي، واسمها زاذ، وكانت امرأة حسناء جميلة، وهي مع ذلك مؤمنةٌ بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ومن الصالحات.
مقتل الأسود العنسي
اجتمعت قبائل اليمن وتكالبت على الأسود العنسي، وكان هذا قبل وفاة النبي، واتفق الأبناء وفيروز وداذويه مع قيس بن مكشوح المرادي، وهو قائد جند العنسي للتخلص من الأسود العنسي؛ لأنه كان على خلاف معه، وآزاد الفارسية وهي زوجة الأسود العنسي.
وقد دبر الأربعة (فيروز الديلمي وداذويه وجُشَيش وقيس بن مكشوح) قتل الأسود العنسي حيث تسللوا من باب لا يقف عليه حراس قصره وفتحت امرأة الأسود الباب لهم وهو قد شرب الخمر فخنقه فيروز الديلمي في حجرة نومه، حتى ظن أنه قد مات، ولما دخل عليه القواد الأربعة ليعلنوا موته وجدوه حيًّا، فهجموا عليه، وقتله فيروز واجتزوا رأسه وعلقوه صبا اليوم التالي على سور القصر وفر أتباعه وقد اوحي ذلك لرسول الله قبل وفاة النبي بيوم أو بليلة، ولكن الرسل وصلت في خلافة أبي بكر في “آخر شهر ربيع الأول عام 11هـ/ عام 632م” .
المراجع:
1-الأسود العنسي. قصة الإسلام .روجع بتاريخ 18مايو 2020م. 2- أبو بكر الصديق القضاء على فتنة الأسود العنسي. طريق الإسلام .روجع بتاريخ 18مايو 2020م. 3-نبذة عن الأسود العنسي.اسلام ويب.روجع بتاريخ 18مايو 2020م. 4- النبي الأسود العنسي.الحوار المتمدن .روجع بتاريخ 18مايو 2020م.