سلمان الفارسي، يكنى أبا عبد الله، صحابيُّ من أصبهان في بلاد فارس، إسمه قبل الإسلام (مابة بن بوذخشان بن مورسلان بن بهنوذان بن فيروز بن سهرك)، وهو مولى النبي محمد، وأحد رواة الحديث، زأول من أسلم من الفرس.
هاجر سلمان الفارسي من أصبهان ليطلب الدين، وتنقل بين الشام والموصل ونصبين، وعلم من القساوسة ظهور نبي آخر الزمان، وبينما هو مسافر الى البلاد العربية غُدر وابتاع كعبد، وظل يترقب ظهور النبي، وبعد مقدم النبي أسلم سلمان الفارسي، ومنعه الرّقّ من شهود بدر وأحد، وأول غزوة غزاها مع النبي الخندق.
مكاتبته من الرّق
أعانه الرسول وأصحابة على مكاتبة مالكه حتى أعتق، ويروي عن ذلك سلمان: قال لي رسول الله (ص): كاتب يا سلمان عن نفسك، فلم أزل بصاحبي حتى كاتبته، على أن أغرس له ثلاثمائة ودية، وعلى أربعين أوقية من ذهب. فقال النبي (ص) للأنصار: أعينوا أخاكم بالنخل. فأعانوني بالخمس والعشر، حتى اجتمع لي، فقال لي: نقر لها، ولا تضع منها شيئاً حتى أضعه بيدي. ففعلت، فأعانني أصحابي، حتى فرغت فأتيته، فكنت آتيه بالنخلة، فيضعها ويسوّي عليها تراباً فأنصرف. والذي بعثه بالحقّ، فما ماتت منها واحدة، وبقي الذهب.
مكانة سليمان الفارسي
قال رسول الله: (السُبَّاق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة). وفي يوم الخندق اختلفا الأنصار والمهاجرين على سلمان فقال المهاجرون: سلمان منا. وقالت الأنصار: لا، بل سلمان منا. فقال رسول الله: (سلمان منا آل البيت).
يوم الخندق
ظهرت عبقرية سلمان الحربية السنة الخامسة للهجرة، حيث ألقى من فوق هضبة عالية، نظرةً فاحصةً على المدينة، فألفاها محصنة بالجبال والصخور المحيطة بها، غير أن هناك فجوة واسعة، يستطيع الجيش أن يقتحم منها الحِمَى في يسر، فأشار على النبي بحفر الخندق؛ مما جعل أحزاب الكفر تعود خائبةً إلى ديارها، بعد أن مكثت شهرًا عاجزة عن عبور الخندق.
ولاية المدائن
وجهه الخليفة عمر بن الخطاب أميراً إلى المدائن، فأقام بها إلى أن توفي. وكان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان أميراً على زهاء ثلاثين ألفا من المسلمين، وكان يحطب في عباءة يفترش نصفها، ويلبس نصفها، فإذا خرج عطاؤه تصدق به. وكان سلمان يسفّ الخوص وهو أمير على المدائن، ويبيعه، ويأكل منه، ويقول: لا أحبّ أن آكل إلا من عمل يدي.
وفاته
توفي سلمان الفارسي في المدائن في العام السادس والثلاثين للهجرة.
المراجع:
2- سلمان الفارسي .صفقات الرحمن .روجع بتاريخ 12ابريل 2020م. 3- سلمان الفارسي .قصة الإسلام .روجع بتاريخ 12ابريل 2020م.