
يهود اليمن ، هم اليهود الذين ينحدرون من أصول يمنية. ويصنفون ضمن طائفة المزراحيم والبعض يجعلهم من السفارديم ومنهم من اعتبر اليهود اليمنيين قسما منفصلا للعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية التي تميزهم عن غيرهم.
يعود وجود اليهود حسب الروايات المختلفة إلى أسعد الكامل الذي نشر اليهودية باستقدامه رجال دين يهود من يثرب. وأخرى تذهب إلى أن اليهود هم بقايا السبئيين الذين اعتنقوا اليهودية مع الملكة بلقيس، أما رواية اليهود اليمنيين فتقول أن النبي إرميا أرسل (75,000) شخصا من سبط لاوي إلى اليمن.
عملية بساط الريح
تقلصت أعداد اليهود في اليمن كثيرا بعد قيام دولة إسرائيل وهاجر ما يقارب (52,000) يهودي في عملية بساط الريح. رغم الصعوبات والتهميش والمخاطر التي تحيط بهم في اليمن، فإن عددا من اليهود الباقيين رفضوا الهجرة إلى إسرائيل مفضلين البقاء في اليمن.
وبدأت هجرة اليهود من اليمن عقب قيام الدولة العبرية مباشرة حيث أبرمت الوكالة اليهودية وبالتعاون مع الحكومة البريطانية التي كانت تحكم مستعمرة عدن صفقة مع الإمام يحيى حميد الدين الذي كان يحكم شمال اليمن، وتم بموجبها ترحيل نحو خمسة وأربعين ألفا من اليهود اليمنيين الى إسرائيل عبر عملية شهيرة سميت بساط الريح.
ومعظم من رحلوا في تلك العملية التي أطلق عليها، بساط الريح، هم من سكان مدينة صنعاء القديمة وبعض المدن القريبة منها في وسط وشمال اليمن، في ذمار وإب وتعز وبعض من سكان محافظة عمران وغالبيتهم أصحاب ممتلكات وحاخامات، لكن صلتهم لم تنقطع بمن تبقى في اليمن، ومازالوا محتفظين بتقاليدهم وأعرافهم ولهجتهم المحلية اليمنية ولغتهم العربية وبالتراث من الأغاني والزوامل الشعبية التي ما تزال حاضرة حتى اليوم.
ووفق بعض الاحصائيات وتقديرات الطائفة اليهودية، فقد بقي في اليمن منهم حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي نحو خمسة وثلاثين ألف، يتركز وجودهم في شمال اليمن في محافظة عمران بمنطقتي ريدة وحصن ناعط ومنطقة زندان في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء، ومجموعة قليلة منهم تقطن في منطقة آل سالم في محافظة صعدة، فتحت لهم ثلاث مدارس لتعلم العبرية والتوراة ولم يلتحق أحد منهم في مدارس التعليم الحكومي، لكن هجرة هؤلاء نشطت في التسعينات إما عبر الولايات المتحدة أو بريطانيا.
الاعتراف بالصهيونية
في الجانب العقائدي يعتبر اليهود اليمنيون الأكثر قرباً من طائفة الاشكناز المتشددة والمتمركزة في ولاية نيويورك والتي لا تعترف بالصهيونية وتعتبر مدن عسقلان وبئر السبع مراكز لتجمع اليهود اليمنيين في إسرائيل، حيث نقلوا إليها عاداتهم وحرفهم اليدوية حتى زرعوا شجرة القات التي يتعاطونها يومياً عقب تناول وجبة الغداء، كما كان عليه حالهم في اليمن وهو حال بقية السكان في اليمن.
ويصنف الباحثون يهود اليمن ضمن طائفة المزراحيم (المشارقة) والبعض يجعلهم من السفار ديم، ومنهم من اعتبر اليهود اليمنيين قسماً منفصلاً للعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية التي تميزهم عن غيرهم.
حرب الحوثيين
استؤنف نشاط الهجرات الجماعية الصغيرة لليهود اليمنيين في السنوات الأخيرة عقب اندلاع الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين في منتصف عام 2004 خصوصاً بعد قيام الحوثيين بطرد أكثر من سبعين فرداً من منطقة آل سالم في صعدة وهم آخر من تبقى من أتباع هذه الديانة هناك حيث استقر بهم المقام في مجمع عسكري قريب من السفارة الامريكية بصنعاء.
ورصدت لهم الحكومة اليمنية مبالغ دعم شهرية بسيطة وتموينا غذائياً. لكن تمدد الحوثيين إلى محافظة عمران مع حلول العام 2011 ومن ثم مقتل المعلم ماشا النهاري جعل سكان ريدة يبدؤون رحلة الهروب وبيع الممتلكات وإغلاق محلاتهم، حتى لم يبقى هناك سوى بعض العوائل والأسر.
جريمة قتل
وفي العام 2013 أقدم أحد الأشخاص على قتل يهودي آخر في صنعاء هو هارون زنداني بتهمة السحر فبدأت عملية هروب جديدة للمقيمين في صنعاء ومع دخول الحوثيين العاصمة والسيطرة على الحكم خشي هؤلاء الانتقام فسافر منهم نحو ثلاثين شخصا وبقي اليوم 43 هم الحاخام يحيى يوسف ووالده المقعد وأعمامه وأبنائهم وزوجاتهم وهم يتأهبون للرحيل بعد ان قطعت السلطات في صنعاء المساعدات المالية والغذائية عنهم.
مخطوطة التوراة
في يوليو 2016م مع خضوع اليمن لسيطرة الانقلابيين الحوثيين، نقل آخر اليهود اليمنيين وعددها 19 يمنياً عبر ،عملية سرية ومعقدة، اطلق عليها اسم “من أقاصي اليمن” أشرفت عليها الوكالة اليهودية. وقالت الصحف الإسرائيلية جرت بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإسرائيلية، ووزارة الخارجية الأميركية، وهيئات حكومية أخرى، موضحة أنها تمت على امتداد أربع دول.
وقد نقل أحد أفراد المجموعة نقل معه مخطوطة قديمة من ،التوراة، تعود إلى قبل ما يقارب 500 عام. ونقل عن رئيس الوكالة اليهودية، ناتان شارانسكي، اعتبار ما جرى ،لحظة هامة من تاريخ إسرائيل.
عنصرية إسرائيل
يعانى يهود اليمن، شأنهم في ذلك شأن باقي يهود الدول العربية والإسلامية، من التمييز العنصري ضدهم، ومن تسخيرهم في أعمال سوداء في السنوات الأولى من قيام دولة الاحتلال بعد النكبة. كما اشتهر في إسرائيل موضوع اختطاف أبناء المهاجرين من اليمن الذين ولدوا في إسرائيل، وقال أهاليهم إنه تم إعطاؤهم لعائلات يهودية من أصول غربية.
المراجع:
1- يهود اليمن قصة الاستجلاب والتهجير لإسرائيل. إسلام أون لاين. روجع بتاريخ 2018/7/4م.