نبي الله إبراهيم هو إبراهيم بن تارح (آزر) بن ناحور بن ساروغ، بينه وبين نوح مدة تزيد على ألف عام، يسمى بأبي الأنبياء عاش نحو 175 عاماً على أشهر الأقوال. كني أبا الضِّيفان ولقب بخليل الله. وكرمه الله وجعل الله الأنبياء من نسل إبراهيم فولد له إسماعيل وإسحاق، قام إبراهيم ببناء الكعبة مع إسماعيل.

عاش إبراهيم عليه السلام في بابل أرض الكلدانيين وكان قومه يعبدون الأصنام لكن لم يكن مقتنعا بأن يعبد صنما، فلم يكن يرضيه، واتبع بفطرته السليمة في البحث عن الله وأيقن أن هناك إلها أعظم حتى هداه الله واصطفاه برسالته.

دعوة إبراهيم

إنطلق إبراهيم بدعوته وابتدا بأهله من حوله إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأصنام، فدعا أباه وتلطف في دعوته ليترك ما هو عليه، وكان والد إبراهيم  يعبدا لأصنام وينحت الأصنام ويبيعها لمن يعبدها، ثم أحسن إبراهيم في دعوة ابيه ونصحه من عبادة الأوثان ولكن لم يستجيب بل بدا يهدده وطلب منه أن يغادر قال الله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا).

لما أغلظ والد إبراهيم القول له أحسن إبراهيم في الرد عليه ووعده بأن يستغفر له، قال الله: (قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) لكن لما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه، قال الله: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ).

تحطيم الأصنام

في إحدى الأيام وفي غياب قومه، أخذ إبراهيم فأسا وحطم الأصنام، وجعلها كلها حطامًا وأبقى أكبر صنم ثم علق الفأس في عنقه حتى يثبت لقومه أنها لاتملك ضرا ولانفعا لنفسها، ولما رجع قومه من عيدهم ووجدوا ما حل بأصنامهم بهتوا واندهشوا وراعهم ما رأوا في أصنامهم، قال الله تعالى: {قالوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } وحينما وصل الخبر إلى النمرود  جمع الناس لماجة إبراهيم وسأل النمرود {قَالُوا ءَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ} {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ} وردوا عليه {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ} عندها قامت الحجة العقلية على قومه {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَايَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}.

ثم حاجج إبراهيم عليه السلام النمرود أمام قومه بعد أن ادعى النمرود أنه يحي ويميت قال تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

إحرق إبراهيم

أمر النمرود بأن يحرق إبراهيم وبنو له بنيانا من الحطب، {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} فأوقدوا بها سبعة أيام، ومن شدتها لم يجدوا طريقة لرمي إبراهيم بها ثم دخل عليهم ابليس ونصحهم بصنع منجنيق ووضعوا إبراهيم مقيدا مغلولا، وأطلقوه بالمنجنيق من بعيد على هذه النار، وقال إبراهيم عليه السلام حسبنا الله ونعم الوكيل فأمرالله النار ان تكون بردا وسلاما “قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم”. فكانت النار بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام ونجاه الله منها ومن براثن الظالمين والمتكبرين.

وفاة النبي إبراهيم

قالت المراجع أن إبراهيم عليه السلام مات فجأة، عن عمر  مئة وخمساً وسبعين سنة، وقيل مرض ومات وهو بعمر مئة وتسعين سنة، ودفن مع زوجته سارة في مغارة في حبرون مدينة الخليل حاليّاً في فلسطين.

المراجع:

1-نبي الله وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام. الألوكة. روجع بتاريخ 13 مايو 2020م.
2-حكمة إبراهيم الخليل عليه السلام. محمد صالح المنجد. روجع بتاريخ 13 مايو 2020م.
3- قصة نبي الله إبراهيم وآل إبراهيم. قصة طريق الإسلام. روجع بتاريخ 13 مايو 2020م.