
نبي الله إسماعيل هو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، أمه هاجر سكن معها البيت الحرام، وامتحن أبوه بقصة ذبحه، وفداه الله بكبش سمين، عاش نحو 137 سنة ومات في مكة ودفن بجوار البيت.
وصف القرآن إسماعيل عليه السلام بالحلم والصبر، وصدق الوعد، والمحافظة على الصلاة، وأمر أهله بها ليقيهم العذاب، مع ما كان يدعو إليه من عبادة الله وحده لا شريك له. قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾ مريم.
نشأته
كان النبي إبراهيم يسكن في حران، ثم رحلوا إلى الأقباط، وأهدى ملك الأقباط ابنته هاجر لنبي الله إبراهيم. وقد رُزق منها بولده إسماعيل وعنده من العمر سبع وثمانون سنة، وكان إسماعيل طفلاً محبوباً ملأ قلب أبيه فرحاً ومسرَّة. لهذا كان يحتضنه ويقبّله وكان يقضي بعض أوقاته في خيمة أمّه هاجر.
طلبت سارة من إبراهيم عليه السلام، ألا ترى هاجر بسبب الغيرة لإنها لم تنجب بطفلا، فأخذ هاجر وابنهما إسماعيل إلى مكة في الجنوب بأمر من الله وإسماعيل طفلا رضيع، حتى وصلوا مكة وهي جرداء ليس بها أثر للحياة، نزل إبراهيم في ذلك الوادي وامتثل لأمر الله ودعا ابراهيم ربه أن يجعل الله هذا البلد طيبا (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) فاستجاب الله دعوته ففجّر الله -تعالى- لها ولابنها؛ ماء زمزم، وقد تجمّع الناس حولهم بعد ذلك لوجود الماء حيث وصلتهم قبيلة جرهم الآتية من اليمن ومكثوا في مكة المكرّمة.
رؤيا ذبحه
عندما كبر إسماعيل رأى إبراهيم عليه السلام في منامه أنه يذبح ولده إسماعيل، وتعتبر رؤية الأنبياء حق ووحي، فأخبر إبراهيم ولده إسماعيل بهذه الرؤيا فكان موقف إسماعيل الصبر والثبات، وسلم لأمر ربه واظهر لأبيه أنه سيكون عَوْنًا له على طاعة الله يذكر القرآن تلك القصة في سورة الصافات (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ.
ألقى إبراهيم ابنه إسماعيل على الأرض، وأمسك السكين لينفذ أمر الله فيه، مررها على عنقه، وأعاد الكرة ثانية ونودي: {أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين} (الصافات:105)، فدى الله إسماعيل {بذبح عظيم} ، رآه بجواره، فأقبل عليه وذبحه؛ فكان فداء لابنه، وحقناً لدمه.
بناء الكعبة
أمر الله إبراهيم أن يبني بيتا وهو المسجد الحرام، وهو يومئذ ابن مائة سنة، وإسماعيل يومئذ ابن ثلاثين سنة فبناه معه. فشيدا البناء معا إبراهيم مع ولده إسماعيل على بناء الكعبة ورفعا القواعد من البيت، وجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم عليه الصلاة والسلام يبني قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} سورة البقرة.
دعوته
وقد كان إسماعيل عليه السلام نبيًا مرسلًا أرسله الله تعالى إلى أخواله من جرهم وإلى العماليق الذين كانوا بأرض الحجاز فمنهم من آمن ومنهم من كفر، وقد سُمي إسماعيل “ذا المطابخ” لأنه حين ملك أقام بكل بلدة من بلدان العرب دار ضيافة، كذلك سمت العرب إسماعيل “عرق الثرى” فيقصدون بذلك: أنه راسخ، ممتد.. وقال قوم سمي بذلك لأن أباه لم تضره النار، كما لا تضر الثرى.
وقد ظل إسماعيل عليه السلام بمكة ينظم أمورها، ويدعو أهلها إلى تعاليم الإسلام الذي نادى بها أبوه إبراهيم عليه السلام حتى توفي عليه السلام.
أولاده
رزق إسماعيل عليه السلام من زوجته السيدة بنت مضاض الجرهمي اثنا عشر ولدًا ذكرًا، وعرب الحجاز كلهم ينتسبون إليه وهم نابت، وقيدر، واللذين نُشر العرب منهم، إضافةً إلى أدبيل، ومبشا، ومسمع، ودما، وماس، وأدد، ووطور، ونفيس، وطما، وقيدمان.
وفاته
توفي إسماعيل عليه السلام في مكة المكرمة ودُفن قرب أمه هاجر في الحجر، وكان عمره مائة وسبعًا وثلاثين سنة.
المراجع:
1- حكم مكة في عهد إسماعيل عليه السلام وبنيه. روجع بتاريخ 13 مايو 2020. 2- قصة إسماعيل عليه السلام في القرآن. اسلام ويب. روجع بتاريخ 13 مايو 2020م. 3- نبى الله إسماعيل عليه السلام. روائع قصص التاريخ. روجع بتاريخ 13 مايو 2020م. 4- نبي الله إسماعيل. توفيق عكاشة. روجع بتاريخ 13 مايو 2020م. 5- نبي الله إسماعيل عليه الصلاة والسلام. دار الفتوى. روجع بتاريخ 13 مايو 2020م.