
تدور أحداث رواية ألف شمس مشرقة في أفغانستان من أوائل الستينيات إلى أوائل القرن الحادي والعشرين.. كتب الرواية الأديب والروائي الأفغاني الأمريكي خالد حسيني.
نبذة عن رواية ألف شمس مشرقة
نشأت مريم، وهي فتاة صغيرة في الستينيات، خارج هرات، وهي مدينة صغيرة في أفغانستان. مريم لديها مشاعر معقدة تجاه والديها: فهي تعيش مع والدتها الحاقدة والعنيدة نانا التي حملت من الرجل الثري جليل والتي كانت تعمل خادمة عنده . بينما يزورها والدها جليل مرة واحدة في الأسبوع. مريم طفلته غير الشرعية. وتستاء من مكانتها المحدودة في حياة جليل. حيث أنها تريد العيش معه وزوجاته الثلاث وإخوتها غير الأشقاء في هرات. اعتاد جليل زيارة ابنته وجلب لها الهدايا وكانت تحبه حقًا. كما كانت تحب صديقها الملا فيض الله الذي كان يعلمها القرآن. وفي عيد ميلادها الخامس عشر طلبت من جليل أن يذهب بها إلى السينما لرؤية بينوكيو. يوافق جليل على مضض، لكن لا يحضر في الموعد المتفق عليه ليأخذها إلى الفيلم. تقرر مريم الذهاب إلى هرات تحديدًا إلى بيت جليل، لكنه لا يسمح لها بالدخول، فتنام في الشارع. في صباح اليوم التالي، يقود سائق جليل مريم إلى منزلها حيث تجد والدتها قد انتحرت.
نُقلت مريم إلى منزل جليل بعد جنازة والدتها. لكن زوجاته يرفضن تواجد مريم بينهن، لذا يجبرونها على الزواج من رشيد، صانع أحذية أرمل في كابول. ورغم رفض مريم إلا أنها ترضخ في النهاية وتتزوجه، في البداية يعامل رشيد مريم معاملة لائقة، لكن بعد أن تعرضت للإجهاض عدة مرات، يبدأ رشيد في الإساءة إليها جسديًا ولفظيًا. ثم يتضح لمريم أن رشيد قد تزوجها لينجب طفلًا بدل الذي فقده منذ سنوات.
ولدت ليلى بعد زواج مريم ورشيد بفترة وجيزة وهي تعيش في حيهم منذ صغرها، ولليلى صديق مقرب اسمه طارق. فقد طارق إحدى رجليه في انفجار لغم أرضي. وعندما يكبرنا تقع ليلى في حبه.
كان لليلى شقيقين، أحمد ونور، قررا المغادرة للقتال من أجل المجاهدين في الجهاد. ويتم قتلهم. وبعد مقتل شقيقيها، تبدل حال فريبا أم ليلى تمامًا. في الوقت الذي تصبح فيه الظروف المعيشية في كابول صعبة جدًا بسبب الحرب، على الرغم من رغبة والدها حكيم في ذهابها إلى المدرسة، إلا أنه كان يجب على ليلى تركها لأن الشوارع خطيرة للغاية. وتم تعليمها في المنزل. ثم يرغب حكيم في ترك أفغانستان، لكن فريبا ترفض ترك الأرض التي مات أبناؤها من أجلها. في ذلك الوقت، انتقلت عائلة طارق إلى باكستان، شعرت ليلى حينئذ بالدمار.
قبل أن يغادر طارق، كان هو وليلى يمارسان الجنس. وطلب طارق من ليلى أن تأتي معه وتتزوجه، لكن ليلى لم تستطع ترك والدها.
بعد أسابيع قليلة من مغادرة عائلة طارق، كادت ليلى أن تصيبها رصاصة. مما أوقظ الإحساس بالخطر في ذهن أمها، لذا وافقت على الانتقال. وأثناء حزم أمتعتهم، ضربت قنبلة منزل ليلى، وكانت هي الناجية الوحيدة من الانفجار.
تستيقظ ليلى في منزل رشيد ومريم. حيث اعتنوا بها أثناء فترة مرضها. وبعد أيام قليلة، تصل لهم أخبار عن دخول طارق إلى المستشفى ووفاته بعد ذلك. فتشعر ليلى بالدمار مجددًا.
يتغير سلوك رشيد مع الوقت، وتدرك مريم أن رشيد يغازل ليلى. فتتشاجر وتحتج، لكنه لا يهتم. فتسأل مريم ليلى عما إذا كانت ستقبل يد رشيد للزواج، وكانت إجابة ليلى على الفور ” نعم” فقد كانت ليلى حامل وتريد من رشيد أن يعتقد أن الطفل هو طفله.
وبالفعل يتزوج رشيد من ليلى، وينشأ توتر بين مريم وليلى. وبمجرد أن أعلنت ليلى أنها حامل، انتشى رشيد لذلك. وصلى من أجل الصبي وأعطى ليلى مكانة أعلى. ولكن تلد ليلى طفلة وتسميها عزيزة، يحزن رشيد لذلك ويهمل الطفلة حتى أنه يشمئز من الروائح والأصوات التي تملأ المنزل. ويلمح بأنه يعرف بأن الطفلة ليست ابنته.
وبعد الولادة بقليل، طالب رشيد ليلى بممارسة الجنس معه. لكن ليلى ترفض لأن الطبيب أمرها بعدم القيام بذلك لمدة ستة أسابيع. يغضب رشيد ويبدأ بأثارة المشاكل ويحاول ضرب مريم، لكن ليلى تصد الضربة عنها، وتكون هذه هي المرة الأولى التي يقف فيها أي شخص مع مريم. ويقل التوتر بين مريم وليلى. فتقدر مريم لليلى دفاعها عنها. وتتطور صداقتهم.
وصلت طالبان إلى السلطة، وفُرضت قوانين صارمة على النساء. قوانين أشد قسوة من رشيد ذاته. ولم يعد بإمكان النساء السفر بدون رجال، وبشكل عام تم سلب كل حرياتهن تقريبًا.
ثم تخطط ليلى للهروب من رشيد بعد وقت قصير من ولادة عزيزة. وكانت قد بدأت في سرقة الأموال من رشيد من أجل تنفيذ خطتها. وبعد أن تطورت صداقتها مع مريم، دعت مريم للهروب معهم. لكن للقيام بذلك، عليهم أن يجدون رجلاً يبدو أنه مستعد للعمل كقريب لهم عندما يشترون تذاكر سفر إلى باكستان، ولكنه يشي بهم السلطات. ويتم نقلهم إلى مركز للشرطة وإعادتهم إلى منازلهم. فيحبسهم رشيد في غرف منفصلة وساخنة دون طعام أو ماء ليوم واحد. ويهدد بقتل الثلاثة إذا حاولوا الفرار مرة أخرى.
تحمل ليلى مرة أخرى وتنجب طفلاً اسمه “زلماي”. فيحبه رشيد حبًا شديدًا ويفسده، وزلماي يعشق أباه أيضًا. ثم يحدث أن يحترق متجر رشيد، وتغرق الأسرة أكثر في الديون. فيبحث رشيد عن عمل في مكان آخر لكنه لا يجد ويواجه مشكلة. فالأسرة تقترب من المجاعة. تحاول مريم الوصول إلى جليل طلبًا للمساعدة، لكنها تجد أنه مات.
توضع عزيزة في دار للأيتام لتجد الغذاء. ويرافق رشيد مريم وليلى وزلماي لزيارة عزيزة باستمرار، لكن زياراتهم تقل مع الوقت. وفي النهاية يرفض رشيد الذهاب على الإطلاق، لذا تخاطر ليلى بالسير بمفردها، وغالبًا ما تتعرض للضرب على يد طالبان. ثم يجد رشيد وظيفة في فندق ويمكنه إعالة أسرته مرة أخرى.
بعد يوم من الأيام وبعد زيارة عزيزة في دار الأيتام، رأت ليلى طارق واقفاً عند الباب الأمامي لمنزل رشيد. فتنتشي ليلى. وتبكي وتحتضن طارق. ويتقابلان خلال الأيام القليلة المقبلة، ويصف طارق ماضيه. وكيف أنه مر بمخيم للاجئين، ثم توفي والديه، وقضى بعض الوقت في السجن. وأصبح بواب فندق. تخبر ليلى طارق عن عزيزة وزواجها من رشيد، ولا يلومها طارق على زواجها.
يعترض زلماي على مقابلات طارق وليلى. ويخبر رشيد أن ليلى سمحت لطارق برؤية وجهها، فيغضب رشيد. ويضرب ليلى ويحاول أن يخنقها. وكاد أن ينجح، لكن مريم تنقذها وتضربه مرتين بالمجارف، فتقتله.
بعد وفاة رشيد، تصمم ليلى على مغادرة كابول. وتطلب من مريم أن تأتي معها وطارق إلى باكستان، لكن مريم ترفض. لأنه إذا غادرت مريم وليلى، فإن طالبان ستبحث عن كليهما للعثور على القاتل ومريم لا تستطيع تعريض الأطفال لمثل هذا الخطر. كما أنها لن تستطع النظر إلى زلماي كل يوم وهي تعلم أنها قتلت والده. فيأخذ ليلى وزلماي عزيزة ويغادران المدينة. ولن يروا مريم أبدًا مرة أخرى.
النهاية
وفي النهاية تم القبض على مريم ووضعها في سجن تديره طالبان. تحاول أن توضح أنها كانت تدافع عن نفسها عندما قتلت رشيدًا، لكن القاضي حكم على مريم بالإعدام. تم إعدامها علنا.
يتزوج ليلى وطارق ويبدآن حياة جديدة في باكستان. ويعملان في نفس الفندق الذي عمل فيه طارق من قبل، ويعيشون في كوخ خلف الفندق. وتكشف ليلى لعزيزة أن طارق هو والدها، ويرتبطون على الفور. وفي البداية كان زلماي يكنّ لطارق سوءًا، لكنه يتقبله مع الوقت.
بعد الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة في عام 2001 وبداية “حرب الرئيس جورج بوش على الإرهاب” التي أطاحت بطالبان، تسمع ليلى أن الأوضاع في كابول تتحسن. فترغب في العودة فيوافقها طارق.
تتوقف ليلى في هرات أولاً وتزور نجل الملا فيض الله. نجل الملا فيض الله يعطي ليلى صندوقًا تركه جليل لمريم. يحتوي الصندوق على رسالة يعتذر فيها ويقدم توضيحًا لمريم. ويحتوي الصندوق أيضًا على نقود بالدولار الأمريكي ونسخة من بينوكيو على شريط الفيديو.
تنتقل ليلى وطارق وعزيزة وزلماي إلى منزل ريفي في كابول. وتُدرّس ليلى في دار الأيتام. يعمل طارق مع منظمة غير حكومية تعمل على تركيب أطراف صناعية لضحايا الألغام الأرضية. تشعر ليلى دائمًا بأن مريم قريبة من قلبها. مع انتهاء الرواية تكون ليلى حامل بطفلها الثالث – وتقرر إذا ما رُزقت بفتاة فستسميها مريم.
المراجع: