
سيف الدين قطز هو محمود بن ممدود، ثالث سلاطين الدولة المملوكية، حكم مصر عام (1259)م لمدة عام واحد، وهو ابن أخت جلال الدين الخوارزمي، ملك الخوارزميين المشهور، والذي قاوم التتار فترة وانتصر عليهم ثم هُزِمَ منهم، وفرَّ إلى الهند، وعند فراره إلى الهند أمسك التتار بأسرته فقتلوا بعضهم واسترَقّوا بعضهم وهو من أصل مملوكي،
نشأة قطز
نشأ في طفولته كأمير من أمراء الدولة الخوارزمية التي حطمها المغول وأسروا أعدادا كبيرة من أبنائها ومنهم محمود الذي بيع غلامًا في أسواق النخاسة في الشام عام (628هـ= 1231م) بعد أن أظهر شراسة كبيرة في وجه آسريه. وقطز يعني الشرس كما أطلق عليه المغول.
وقد بيع قطز عبدًا في السوق لثري من أثرياء الشام فرباه الثري وأحسن تربيته فتعلم اللغة العربية وأصولها وحفظ القران الكريم ودرس الحديث. كما تعلَّم قطز فنون القتال والخطط العسكرية فشارك في الحرب ضد الحملة الصليبية السابعة على الشرق، وانتصر في معركة المنصورة سنة (1250)م، وقد كان قطز أحب المماليك لقلب عز الدين أيبك.
وصاية قطز على الحكم
قام الملك عز الدين أيبك بتعيين قطز نائبًا للسلطنة، وبعد أن قُتل الملك المعز عز الدين أيبك على يد زوجته شجر الدر، وقُتلت من بعده زوجته شجر الدر على يد جواري الزوجة الأولى لأيبك، تولَّى الحكم السلطان نور الدين علي بن أيبك، وتولَّى سيف الدين قطز الوصاية على السلطان الصغير، الذي كان يبلغ من العمر 15 سنة فقط.
وصول قطز إلى الحكم
كان قد قطز نائب السلطنة وعقد اجتماعا ناقش التهديدات المغولية، فلمّا استشعر قطز موافقة الحاضرين واقتناعهم انتهز فرصة خروج الأمراء للصيد، وألقى القبض على المنصور وأمه وأخيه، وأمسك بزمام الأمر بنفسه، فجلس على عرش مصر في 24 ذي القعدة (657هـ 1259م) فلما رجع الأمراء أنكروا عليه فعلته، وخشي من غضبتهم، فحاول إقناعهم قائلاً: “إني ما قصدت إلاّ أن نجتمع على قتال التتار، ولا يتأتى ذلك بغير ملك، فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو، فالأمر لكم أقيموا في السلطنة من شئتم\”، وأخذ يرضي الأمراء حتى تمكن منهم واستتب له الأمر. ومقولته هذه تبين استراتيجيته وعزمه على الخروج لملاقاة هذا العدو منذ البداية، ولم يكن خروجه مجرد رد فعل.
معركة عين جالوت
التقى جيش المسلمين بقيادة سيف الدين قطز مع جيش التتار في منطقة عين جالوت بفلسطين وكان ذلك بتاريخ 25 رمضان في عام 658 هـ وقد بدأت الحرب الضارية بتفوق جيش التتار مع تراجع ملحوظ في صفوف المسلمين ووقوع الكثير من الشهداء وكان قطز يقف في مكان رتفع لمراقبة الموقف والدفع بفرق من الجيش من أجل سد الثغرات ثم نزل إلى ساحة القتال لرفع الروح المعنوية للجنود المسلمين.
وقد انتهت تلك المعركة بانتصار المسلمين وهزيمة التتار وطردهم، وفي خلال عدة أسابيع تم تطهير بلاد الشام وتخليصها من قبضة التتار، ووحد قطز مصر والشام في دولة واحدة ووزع الإمارات الإسلامية على الأمراء.
وفاة قطز
وفي شهر ذي القعدة لنفس العام قُتل سيف الدين قطز على يد صديقه ركن الدين بيبرس ظناً منه أن قطز قد خدعه، وذلك بعد وعد من قطز بتوليه حكم إمارة حلب، إلا أن حقيقة الأمر أن قطز كان ينوي ترك حكم مصر لبيبرس والتفرغ لطلب العلم.
المراجع:
1-سيف الدين قطز .. والرسالة الخالدة.مداد. روجع بتاريخ 26 ابريل 2020م. 2- قصة مقتل السلطان الشهيد سيف الدين قُطُز. مصراوي .روجع بتاريخ 26 ابريل 2020م. 3-لماذا قَتل بيبرس قُطز؟.الجزيرة نت. روجع بتاريخ 26 ابريل 2020م.