أكتوبر 19, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 19, 2018

وصف صنعاء القديمة

وصف صنعاء القديمة
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

صنعاء القديمة، هي أحد المدن اليمنية التاريخية المسجلة ضمن التراث العالمي، وتقع صنعاء وسط الهضبة اليمنية بين جبلي “عيبان” و”نقم” على ارتفاع يبلغ نحو 2200 متر فوق سطح البحر.

عُرفت بأسماء عدة، أشهرها: “مدينة سام” نسبة إلى مؤسسها الأول سام ابن نبي الله نوح (عليه السلام)، والذي بناها بعد الطوفان، كما تعرف باسم “أزال” نسبة إلى “أزال بن يقطن” حفيد “سام بن نوح”، وما يزال اسم أزال معروفًا، وهذه التسمية وردت في التوراة. وأكثر الأسماء شيوعًا “صنعاء”، ويعني المدينة الحصينة، ويقال: إنه يرجع لجودة الصناعة ذاتها التي اشتهرت بها أسواقها ومحلاتها، كقولهم “حسناء”.

وقد ورد اسم صنعاء في عدد من النقوش اليمنية القديمة، وأقدم تلك النقوش يعود إلى القرن الأول الميلادي، كما ورد في النقوش أيضاً ذكر قصرها التاريخي المشهور “غمدان”.

تاريخ صنعاء القديمة

كان “ذو نواس” آخر ملوك الدولة الحميرية قد اتخذها عاصمة لملكه في مطلع القرن السادس الميلادي، وكذلك جعلها الأحباش الذين غزوا اليمن وحكموها من 525م حتى 575م. وخلالها بنى أبرهة الحبشي بنايته المشهورة بـ “القُلّيس“، والتي ما زالت موجودة حتى الآن؛ لتحل محل الكعبة في مكة. وكان أبرهة قد توجه إلى مكة، كما هو معروف؛ لهدم الكعبة عبر الطريق الذي عرف بـ “درب أصحاب الفيل”.

وبعد أن كانت صنعاء القديمة تقع في الجانب الشرقي من وادي السايلة كمدينة مسورة بها حصن يقع في الطرف الشرقي من المدينة على منطقة مرتفعة تحتها تقع الأسواق والجامع الكبير، توسعت في عصور متختلفة، وي عهد دولة بني حاتم (القرن 6 هـ / 11 م) والدولة الأيوبية (القرن 7 هـ / 12 م)، وينسب تجديد سورها إلى السلطان ” طغتكين بن أيوب “، فأصبحت تضم المباني الهامة من الوجهة التاريخية ذات الطابع الجمالي والعمراني الفريد وفي العهد العثماني الأول بني في شرقها جامع البكيرية وحمام الميدان على الطراز العثماني وفي جهة الغرب امتدت إلى مجرى السايلة ومد سورها إلى باب السبح، كما أنشئ حي النهرين في غربي المدينة وأقيم على طرفه الجنوبي مقر الحاكم عرف وما زال بـ “بستان السلطان” وكان موضعه قبل ذلك مقابر لعظماء همدان.

وبتعاقب العصور كانت صنعاء إما مدينة مهمة أو عاصمة، وكانت أحد أسواق العرب الموسمية قبل الإسلام، مثل: “سوق عكاظ”، و”دومة الجندل”، و”هجر”، و”عدن”، و”الجند”. كما كانت محطة مهمة على طريق التجارة، عبر الهضبة اليمنية التي حلت محل طريق اللبّان القديم، وكانت تبدأ من عدن عبر صنعاء حتى مكة فيما عُرف بـ”درب أسعد”.

الطراز المعماري

يعتمد تخطيط المدينة أساساً على نظام الحارات فالبنايات رغم أنها تبدو متلاصقة عن بعد إلا أن الأزقة تخترقها بطريقة منظمة ، بحيث يكون في كل حارة مسجد وأمامه بستان ” مقشامة ” يمَّول سكان الحارة  بما يحتاجونه من خضر وفاكهة ، وشوارع المدينة ضيقة ، وهي تصب في الأسواق وكثافة السكن حولها عالية جداً ، كما أن تخطيط المدينة يقـوم على أساس نظام الطوابق المتعددة.

تبدو مدينة صنعاء وكأنها كائن عضوي ينمو ويمتد في الاتجاهين الأفقي والرأسي بطراز معمارها القديم الذي يمتلك زخارف غنية توجد بأشكال ونسب مختلفة مثل كتل النوب والأسوار والمساجد والسماسر والحمامات والأسواق والمعاصر والمدارس التي تجعل منها مدينة حيَّة تلبي المتطلبات الأساسية للإنسان وتشكل مجتمعة أو منفردة تراثاً معمارياً خالداً يحكي قصة تاريخها التليد الذي لم ينحن أمام التيارات المعمارية الحديثة إلا أنه لا يعرف متى تم بناء هذا الطراز المعماري المتأثر بالطراز الحميري ، فأحد أبنيتها قائم في مكانه منذ ” سبعة قرون ” تقريباً .

وللسور القديم لصنعاء القديمة أبواب رئيسية وفرعية هي: باب اليمن، باب شعوب، باب ستران، باب السبحة، باب خزيمة، باب الشقاديف، باب البلقة، باب الروم، باب القاع.

معالم صنعاء القديمة 

 مساجد صنعاء

من معالم مدينة صنعاء القديمة مساجدها وقد ذكر ” الرازي ” في كتابه عن صنعاء بأن عددها ” 106 “، ولم يبق منها مفتوحاً سوى أربعين مسجداً ، عامرة بالجماعات في الفروض الخمسة ، وقد أضيف لكل مسجد منها حنفيات للوضوء واختفت في بعض المساجد المطاهير مثل الجامع الكبير ، أما المساجد التي بنيت بعد قيام الثورة والجمهورية وإعادة توحيد اليمن فقد تجاوزت المأتيين ـ للجمعة والجماعة ـ وفيها أجنحـة للنساء ، وتحتوى على الحمامات الحديثة وليس فيها مطاهير للوضوء وفرشت بالسجاد الجميل.

الجامع الكبير

من أقدم المساجد الإسلامية وهو أول مسجد بني في اليمن ، ويعتبر من المساجد العتيقة التي بنيت في عهد رسول الله ” ص ” حيث أجمعت المصادر التاريخية على أنه بني في السنة ” السادسة للهجرة ” حين بعث الرسول الله ” ص ” الصحابي الجليل ” وبر بن يحنس الأنصاري ” والياً على صنعاء ، وأمره ببناء المسجد فبناه ما بين الصخرة الململمة وقصر غمدان.

 قصر غمدان

من أشهر قصور اليمن في صنعاء ويقول عنه المؤرخ الهمداني  إنه : ” أول قصور اليمن وأعجبها ذكراً وأبعدها حيناً  قصر غمدان وهو في صنعاء ” وقد أختلف الرواة والإخباريون في باني غمدان ، ” فابن  هشام ” ينسبه إلى ” يعرب بن قحطان ” مؤسسه وقال أكمله من بعده وائل بن حمير بن سبأ بن يعرب ، بينما ” الهمداني ” ينسبه إلى “سام بن نوح “.

غرقة القليس

يعتبر بناء كنيسة القليس من المعالم البارزة في تاريخ العمارة اليمنية في صنعاء، وتقع كنيسة القليس داخل المدينة القديمة في غربي قصر السلاح بحارة غرقة القليس حيث يوجد فيها صرحة واسعة حفر في وسطها غرقة القليس، والقليس معناها الكنيسة ، وهي المقابل العربي للفظة اللاتينية ” ايكليسيا ” ، وربما كانت قلبا لكلمة ” السامية القديمة ” كنيس ومنها كنيست أي المجمع ، والبعض يعيد القليس لارتفاع بنيانها وعلوها ومنه القلائس لأنها في أعلى الرؤوس.

 أسواق صنعاء

يقع السوق في مكان متوسط من قلب مدينة صنعاء القديمة شرق السايلة بين باب اليمن وباب شعوب، ويتآلف من عدة أسواق خصص كل منها لحرفة أو بضاعة مهمة وهذه الأسواق جميعها يضمها اسم واحد وهو سوق الملح .

 السماسر

السمسرة كمنشأة معمارية تؤدي وظيفة اجتماعية واقتصادية ارتبط ظهورها بنشوء وتطور الإنتاج الحرفي خلال مرحلة انفصال الزراعة عن الرعي ونمو المراكز التجارية من أجل التبادل السلعي ، لقد هيئ التطور النسبي الرفيع للتقسيم الاجتماعي الشروط الضرورية لنشوء مراكز تجارية كبيرة على امتداد الساحة ، ولذلك تعتبر السماسر من مكونات مدينة صنعاء كحاضرة ومركز تجاري.

ومن السماسر التي كانت قائمة في سوق صنعاء قديماً هي، سمسرة سوق العنب، سمسرة سوق النحاس، سمسرة الجمرك، سمسرة دلال وغيرها من السماسر العديدة التي كانت منتشرة بكل تقسيمات السوق بحسب نوع البضاعة.

الحمامات العامة

وهي عين فيها ماء حار ينبع، يشفى بها العليل،تساهم في تلبية متطلبات النظافة بصورة أرقى لما قبلها حيث اعتمد سكان صنعاء قديماً أقبل وجود الغسيل والصابون، على مياه الغيل الأسود الذي كان مساره بجانب مسجد المتوكل إلى ضواحي شعوب ثم الروضة، ثم أدركه الجفاف بينما كانت تجري أربعة غيول أخرى وجفت في مراحل تاريخية سابقة.