
أحمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل المطاع. شاعر، كاتب، سياسي، ولد ونشأ في مدينة صنعاء، عام 1325 هـ- 1907 م أديب. من رواد الحركة الإصلاحية والوطنية في اليمن. نشأ مقبلاً على طلب العلم، ثم درس في المكتب الحربي حتى تخرج منه ضابطًا، ثم ترقى إلى درجة نقيب؛ فتولى قيادة فوج في الجيش، وكلف أثناء ذلك بمهمات عسكرية في جهات مختلفة من اليمن، مكنته من معرفة كثير من العلماء، ورؤساء القبائل؛ فوثق صلته بهم، وعمل على نشر آرائه الإصلاحية بين الجنود؛ فعلم الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين) بذلك؛ فأبعده عن الجيش، وكلفه بالعمل مع القاضي (عبدالكريم بن أحمد مطهر) في جريدة (الإيمان)؛ فعمل على نشر آرائه من خلالها، مما أثار عليه سخط الإمام.
العمل الصحافي
تمكن المطاع من خلال عمله في الصحافة من الاطلاع على كتب كثير من المفكرين والعلماء؛ مثل: (جمال الدين الأفغاني)، و(محمد عبده)، و(عبدالرحمن الكواكبي)، و(شكيب أرسلان)، وغيرهم؛ فزاد ذلك من اتساع وعيه؛ فاتصل بجماعة من العلماء والقادة الساخطين على حكم الإمامة؛ مثل (العزي صالح السنيدار)، و(محمد بن عبدالله المحلوي)، وغيرهما؛ فعملوا معًا على إظهار عيوب الإمام والتشنيع بظلمه، ولما علم الإمام (يحيى) بنشاطهم دبّر لهم تهمة اختصار القرآن الكريم، ثم سجنهم عامًا كاملاً.
خرج المطاع من سجنه ناقمًا على الإمام، ولم يلبث مدة حتى عين مساعدًا للعلامة (أحمد بن عبدالوهاب الوريث) في رئاسة تحرير مجلة (الحكمة اليمانية).
ولما توفي (الوريث) خلفه المطاع على رئاسة التحرير ابتداء من عددها الثالث، إلاَّ أن هذه المجلة أوقفت بسبب ما عرف عنها من نشاط تنويري.
وعند قيام الثورة الدستورية عام 1367هـ/ 1948م، بقيادة (عبدالله بن أحمد الوزير)، وقتل فيها الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين)، عُين المطاع وزيرًا للتجارة والصناعة في حكومتها، إلاَّ أن هذه الثورة فشلت، واستطاع الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين) أن يسقطها بعد واحد وعشرين يومًا من قيامها، وأن يهاجم مدينة صنعاء بقبائله الموالية له، وأن يعتقل قادتها. وقد حاول صاحب الترجمة الفرار إلى المناطق التهامية، إلاَّ أن عامل الإمام على بلاد (الحيمة)، غربي مدينة صنعاء، اعتقله وأرسله مقيدًا إلى مدينة حجة؛ حيث أعدم هناك.
مؤلفاته
تاريخ اليمن الإسلامي من سنة 204هـ/ 819م – إلى سنة 1006هـ/ 1597م. 2- تحقيق كتاب: (عطر نسيم الصبا) للعلامة (أحمد بن الحسن الحيمي).
وله شعر جيد؛ منه قوله:
أزكى التحيات تغشى ثاقب النظــرِ
سلامُ أبهى من الأزهار والزهـــرِ
ما غنت الأيك في دوح الغصون وما
ترنم الورق في داج من السحـــرِ
فنسمة الصبح لما بالصبا خطرت
أهدت لنا نفحةً من طيبها العطـرِ
وبارق الجزع قد أبدى لنا خـبرًا
عن الهمام خدين المجد والظفـرِ
العالم العلم النحرير قــــدوتنا
شمس المكارم في بدو وفي حضرِ
حاز التقدم في كل الأمور كمــا
تقدمت آي (بسم الله) في السـورِ
كان حصيف الرأي، قوي الحجة، صبورًا على تحمل النوائب، صادعًا بالحق، من أبرز المفكرين في مدينة صنعاءـ توفي قتلاً في مدينة حجة. : 1367 هـ -1948 م .
المصدر: موسوعة الأعلام