المدينة المنورة،  هي أحدى مدن المملكة العربية السعودية، وفيها المسجد النبوي الشريف ثاني الحرمين الشريفين. وهي أول عاصمة في الإسلام. تقع المدينة المنورة في الشمال الغربي منها.  وهي محاطة من الشمال بجبل أحد، ومن الجنوب بجبل عير، ومن الغرب بجبل سلع. تبلغ سكانها (1.8) مليون نسمة أو ( 6.6%) من سكان المملكة، تبلغ مساحتها (150) ألف كيلومتر مربع أو (7.7%) من مساحة المملكة.

أسماء المدينة المنورة

للمدينة أسماء كثيرة تدلّ على عظمتها وفضلها. وقد سماها الرسول (المدينة) بعد أن كانت تسمى (يثرب). ومن أسمائها على سبيل المثال لا الحصر “طيبة، طابة، وقبة الإسلام، قلب الإيمان، المؤمنة، المباركة، المختارة، دار الأيمان، دار الأبرار، دار السنة، دار الأخيار، دار الفتح، البارة، الجابرة، ذات الحرار، حرم رسول الله دار السلام، سيدة البلدان، المحرمة، المحروسة، المقدسة، أرض الله، وغيرها.

نبذة تاريخية

تقول المصادر التاريخية إن العمالقة كانوا أول من سكن المدينة بعد الطوفان، وغرق قوم نوح . وكان جدّهم (يثرب) أول نزل بها، ولذلك سُميت باسمه.  ويذكر المؤرخون أن العمالقة استبدوا واستكبروا، وكانوا تحت إمرة رجل كبير منهم يقال له (الأرقام بن أبي الأرقم). فأرسل نبي الله موسى u جيشاً لمحاربتهم، فأهلكهم ولم يبق على أثر منهم. وكان أولئك العمالقة يسكنون مدن الحجاز، بما في ذلك  خيبر وتيماء والمدينة.

وتروي الأخبار التاريخية أن (بختنصر) عندما أتى بني إسرائيل وهدم بيت المقدس عام (587ق.م)، تفرق اليهود في البلاد. فلحق قوم منهم بخيبر وتيماء والمدينة واستوطنوا مع العرب في تلك المناطق، وحفروا الآبار وغرسوا الأشجار.

• بعد انهيار سدّ مأرب تفرقت قبائل اليمن في أنحاء الجزيرة العربية، فلحق بنو عمر وابن ثعلبة (الأوس والخزرج) بالمدينة، ونزلوا على من بها من العرب واليهود. فبنوا المساكن وشيدوا الحصون، وعمّروا الأرض. وثارت بينهم وبين اليهود كثير من الخصومات، فاستنجدوا ببني عمومتهم الغساسنة في الشام، فأغاثوهم وناصروهم على اليهود.
• وثارت بين الأوس والخزرج حروب طويلة، استمرت مدة تزيد على مائة وأربعين عاماً حتى كادوا أن يهلكوا عن أخرهم.
• كانت مقر الدولة الإسلامية الأولى، التي شهدت كبار الصحابة وهم يرسون قواعد الدولة الإسلامية، ويجمعون كتاب الله الكريم، ويوجهون الجيوش إلى فتح بلاد فارس والشام ومصر.

معالم المدينة المنورة  

المسجد النبوي: ثاني الحرمين الشريفين، ومدرسة المسلمين الأولى، ويعد ثاني مسجد في الإسلام بعد مسجد قباء، الذي كان رسول الله قد أمر الصحابي عمّار بن ياسر ببنائه.

عمارة المسجد النبوي الشريف

• كان أول ما اهتم به الرسول  لدى وصوله إلى المدينة المنورة ـ أن ابتاع أرضاً وبدأ بعمارة المسجد، واشترك مع أصحابه في بناء المسجد.

• في السنة السابعة من الهجرة ـ بعد فتح خيبر ـ تمت توسعة المسجد حتى بلغت مساحته عشرة آلاف ذراع مربع، وارتفاعه سبعة أذرع؛ وأكمل سقفه من الجريد والطين.
• صلى الرسول بمسجده تجاه بيت المقدس مدة 17 شهراً، إلى أن أمره الله تعالى بالتوجه إلى الكعبة المشرفة بمكة المكرمة. واقتداء برسول الله حرص أصحابه ومن تبعهم من الخلفاء والأمراء والسلاطين على عمارة المسجد النبوي الشريف وتحسينه وزيادة مساحته.
• تم زيادة المسجد في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والوليد بن عبد الملك والمهدي بن منصور ثم زاد عليه ملوك وأمراء وقد احترق المسجد لمرتين في عام (654هـ) فساهم في ترميمه المستعصم بالله العباسي، وفي عصر العثمانيين فقد تم زيادة مسماحته في عهد السلطان محمود، والسلطان عبد الحميد. والمرة الثانية في عام (886هـ)، فكتب أهل المدينة للأشرف قايتباي صاحب مصر، فأرسل المؤن والعمال وكل المواد والنقود. وعمّره وتمت عمارته حوالي عام (890هـ)، وبنى للمصلى النبوي المحراب العثماني في الزيادة القبلية. وأضافت هذه العمارة 120م إلى مساحة المسجد.
• أما في العهد السعودي فق تم توسعته لأكثر من مرة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، وفي عهد الملك سعود وفي عهد الملك فيصل بن عبد العزيز وعهد الملك خالد بن عبد العزيز وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز وكانت التوسعة الأكبر حيث بلغت مساحتها (390) ألف متر مربع، تستوعب (4500) سيارة. وزوّد المشروع بكاميرات تلفازية ثابتة ومتحركة وأجهزة إنذار حساسة، فضلاً عن شبكة حديثة للاتصالات.

مسجد قباء                              

هو أول مسجد بُني في الإسلام. بناه الرسول r عندما وصل إلى المدينة مهاجراً من مكة المكرمة. وفي هذا المسجد نزل قول الله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) (سورة التوبة: الآية 108). يقـع المسجد في منطقة قباء جنوب غـربي المدينة.

مسجد القبلتين

يقع على هضبة مرتفعة شمال غربي المدينة. وسمي مسجد القبلتين لأن المصلين عندما أتاهم خبر تحول القبلة، من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، استداروا وهم في صلاتهم، حتى جعلوا وجوههم إلى الكعبة.

جبل أُحُد

يقع شمالي المدينة، وباسمه سميت موقعة أحد المشهورة ( 7 /10 / 3هـ). وتبلغ المسافة بينه وبين مسجد الرسول  أربعة كيلومترات. وهو جبل صخري، طوله من الشرق إلى الغرب نحو ستة كيلومترات، ويميل لونه إلى الأحمر. قال فيه الرسول  : (أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ) (رواه البخاري، الحديث الرقم 4070).

جبل الرُّماة

جبل صغير يقع جنوبي جبل أحد؛ ويقع بين جبل الرماة وجبل أحد في طرف الوادي، قبر سيدنا حمزة بن عبدالمطلب، عم رسول الله  وقبور شهداء أُحُد.

أرض البقيع

مقبرة أهل المدينة منذ عهد النبوة إلى يومنا هذا. وتقع جنوب شرقي المسجد النبوي الشريف. كانت أرض البقيع خارج عمران المدينة، وقد أصبحت داخلها بعد الامتداد العمراني للمدينة. تضم أرض البقيع قبر الخلفية عثمان بن عفان، وقبور أمهات المؤمنين زوجات النبي، وقبور بناته r وقبر مرضعته.  إضافة إلى قبور عدد من الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين.

المراجع:

1- المدينة المنورة. موسوعة مقاتل من الصحراء.اطلع عليه بتاريخ 2018/4/13م.
2- الهيئة العامة للإحصاء. المملكة العربية السعودية.