أبريل 5, 2020
اخر تعديل : أبريل 8, 2020

نبذة عن غزوة الخندق

نبذة عن غزوة الخندق
بواسطة : اسماعيل الأغبري
Share

غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب هي معركة فاصلة بين قريش والمسلمين وفيها جمعت قريش حلفائها ضد المسلمين في المدينة المنوّرة،بهدف إنهاء وكسر شوكة المسلمين، واجتثاثهم من جذورهم، حيث اجتمعت قبيلة قريش، وغطفان، وبنو أسد وسليم، وانضم لهم يهود بني قريظة بعد أن نقضوا عهدهم مع رسول الله.

كانت هذه الغزوة في شهر شوال من السنة الخامسة للهجرة، أي عام (627)م،وسُميت هذه المعركة بالخندق بسبب حفر الخندق للدفاع عن المدينة المنورة بمشورة الصاحبي سلمان الفارسي.

سبب غزوة الحندق

كان سبب معركة الخندق أنّ زعماء بني النضير حينما تم إجلاؤهم من المدينة وذهبوا إلى خيبر، جاؤوا إلى قريش ليدعوهم إلى حرب الرسول، وعرف من هؤلاء الزعماء كنانة بن الربيع، وحيي بن أخطب، وسلام والربيع أبناء أبي الحقيق، وقد تكلموا مع قريش وبينوا لهم أنّ دينهم خير من دين محمد حتى يُألبوهم ويحزبوهم على المسلمين، ثمّ جاءوا إلى غطفان فأقنعوهم بحرب النبي والمسلمين فخرجت قريش بقيادة أبي سفيان، وخرجت بنو مرة وقائدها الحارث بن عوف، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن الحصن.

كانَ الانتقام من المسلمين هو هدف بنو النضير وقريش بسبب إخراجهم من المدينة المنورة، وكان هدف قريش كسر الحصار الاقتصادي الذي فرضه المسلمون عليها بعد مهاجمتهم لقوافلها الراحلة إلى الشام وقبيلة غطفان ومن معها فكانت طامعة بتمر خيبر وفقًا للمعاهدة التي وقعتها مع يهود بني النضير وهي أن تشارك غطفان في الحرب على المدينة بجيش قوامه ستة آلاف مقاتل مقابل أن تأخذ تمر خيبر من يهود بني النضير عامًا كاملًا.

حينما علم النبي بخروجهم، فطلب الرسول المشورة من أصحابه حول البقاء في المدينة أو الخروج منها، فأشار سلمان الفارسي حفر الخندق وقال: “إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا”، وأمر الرسول بحفر الخندق نزولا عند رأي سلمان ، الأمر الذي لم يكن متعارفا بين العرب آنذاك ولذا أثار دهشة المسلمين والمشركين.

حصار المدينة

وصلت قريش وحلفاؤها إلى المدينة وحاصروها، وكانوا يتوقَّعون أن يقابِلهم جيشُ المسلمين كما حصل في أُحُد، ولمَّا أرادوا أن يبدأوا القتال، قام عددٌ من فرسان قريش منهم: عمرو بن ودٍّ، وعكرمة بن أبي جهل، ونوفل بن عبدالله، فخرجوا على خيلهم وقالوا: تهيَّأؤوا يا بني كنانة، فستَعلمون اليوم من الفرسان، ثمَّ أقبلوا نحو الخندق حتى وقفوا عليه، فلمَّا رأوه قالوا: والله هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها، وراحوا يبحثون عن مكان ضيِّق ليقتحموا منه، واقتحمت بعضُ الخيل، وجالت ما بين الخندق وسَلْع، فخرج إليهم علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين وسدَّ عليهم الثَّغرة التي اقتحموا منها، وتبارَز مع عمرو بن ود، فقتَلَه وقتل ابنَه حسل بن عمرو، وعادت الخيل مُنهزِمة، كما حاول نوفل اجتياز الخندق فسقط فيه فرماه المسلمون بالحجارة، فقال: يا معشر العرب، قتلة خير من هذه، فنزل إليه عليٌّ فأجهز عليه. وأُصيبَ من المسلمين سعد بن معاذ رضي الله عنه.

جيش المسلمين والمشركين

بلغ عدد جيش الأحزاب عشرة آلاف مقاتل ما بين فارس وراجل، وذكرت بعض المصادر أنّ عددهم (أي قريش وغطفان وسليم وأسد وأشجع وبني قريظة وبني النضير و…) كان (24000) مقاتل، ومنها قريش ومن اتحد معهم كان عددهم (4000) شخص، ومعهم (1400) بعير و (300) فرس. وهذه الأعداد الهائلة كانت في مقابل (3000) مجاهد من المسلمين، وقيل أن عددهم كان (900) مجاهد فقط.

بداية الحصار

وصل الأحزاب في عشرة آلاف جندي، فنزلت قريش  بمجتمع الأسيال من رُوْمة، ونزلت غَطفان و أهل نجد بذَنَب نقمى إلى جانب أُحد، وخرج رسول الله (ص) والمسلمون معه حتى جعلوا ظهورهم إلى سَلْع في ثلاثة آلاف من المسلمين، فضَرَب عسكره هنالك والخندق بينه وبين الأحزاب.

تفاجأ الأحزاب بالخندق وقالوا: هذه مكيدةٌ ما كانت العرب تصنعها، وحاولو عبور الخندق، فلم يستطيعوا، ورَمَى المهاجمون بالسهام وطال الحصار، وتمكن عدد من فرسان المشركين من إجتياز الخندق من مكان ضيق، فأسرع فرسان المسلمين إليهم؛ وقتل علي بن أبي طالب عمرو بن عبدودٍّ بعد مبارزة رهيبة، وهوى بعضهم في الخندق بفرسه، وأُرْغِم الباقي على الفرار.

خيانة بني قريظة

لم يكن كعب بن أسد القرظي سيد بني قريظة نقض العهد، حرَّضه حيي بن أخطب ـ سيد بني النضير ـ نكث العهد أخيرا وأرسل الرسول سعد بن معاذ ـ سيد أوس ـ وسعد بن عبادة ـ سيد خزرج ـ إليهم وطلب منهم أن يأتوه بالخبر الصحيح بشكل غير مباشر، كي لا تؤثر صحة النبأ على المجاهدين، فذهبا إلى بني قريظة، فوجودهم على أخبث من بلغهم عنهم، فعادا إلى الرسول وذكرا قبيلة عضل وقارة، اللذان قد خانا خبيب بن عدي وأصحابه في الرجيع قبل ذلك، وهكذا فهم الرسول منهم صحة نكث عهد بني قريظة.

أسباب انتصار المسلمين

إسلام نعيم بن مسعود الأشجعي خفية، فأمره الرسول بخلخلة الأحزاب ، فذهب نعيم لبني قريظة وخوفّهم من قريش، وقال لهم إن هُزمت قريش ستعود إلى مكة آمنة، وتبقون أنتم مع محمد (ص)، واقترح عليهم أن يأخذوا رهائن من قريش للحيلولة دون تركهم لوحدهم، ومن ثم ذهب إلى قريش وقال لهم أن بني قريظة تصالحت مع محمد (ص) وتريد أن تأخذ رهائن منكم لتقدمهم إلى جيش المسلمين كي يضربوا أعناقهم. وهكذا استطاع أن يفرّق بين بني قريظة وسائر الأحزاب وانتصر المسلمون بعد حصار  أكثر من عشرين يوما على المدينة، وارسل الله برياح اقتلعت خيام الأحزاب وانتصر المسلمون وكانت آخر غزوة لقريش على المدينة بعد مقتل ثمانية من الأحزاب وستة من المسلمين .

 

المراجع :

1-غزوة الخندق (غزوة الأحزاب). قصة الإسلام.روجع بتاريخ 5ابريل 2020م.
2-قصة غزوة الخندق.الألوكة. روجع بتاريخ 5 ابريل 2020م.